للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علاقة الملائكة بالمؤمنين]

علاقة الملائكة بالمؤمنين علاقة قوية تجمعهم رابطة الإيمان، وهم يحبون المؤمنين الصادقين في إيمانهم كما في حديث البخاري ومسلم (إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه -أي: يحبه جبريل- ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض).

وهم يصلون على المؤمنين، ويدعون لهم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب:٥٦]، وقال: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب:٤٣].

فالله يذكر العبد في الملأ الأعلى، وإن الملائكة تدعو للعبد الصالح، وقد ذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج من الأعمال التي تصلي فيها الملائكة على صاحبها، فمن ذلك: معلم الناس الخير الذي يعلمه، فمن الجوائز التي ينالها أن تصلي ملائكة السماء عليه، كما في الحديث الذي رواه الطبراني والترمذي بسند صحيح قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير).

وكذلك الذين يقصدون المساجد للصلاة في جماعات، ففي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة تصلي على الذي يأتي المسجد للصلاة، وتقول: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه).

وكذلك الذين يصلون في الصفوف الأولى، كما في سنن أبي داود وابن ماجة وفي مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)، وفي رواية: (إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم).

وكذلك الذين يمكثون في مصلاهم بعد الصلاة، ففي سنن أبي داود والنسائي عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث أو يقم تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه).

وكذلك الذين يسدون الفرج خلال الصفوف، ففي سنن ابن ماجة ومسند أحمد والحاكم عن عائشة مرفوعاً: (إن الله تعالى وملائكته يصلون على الذين يقيمون الصفوف) أي يسوونها، ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة.

وكذلك تصلي الملائكة على الذين يتسحرون في رمضان، كما في صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين).

ومن ذلك صلاة الملائكة على الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقل العبد من ذلك أو ليكثر).

كذلك صلاة الملائكة على الذي يعود المريض، ففي صحيح ابن حبان عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي، وأي ساعات الليل كان حتى يصبح)، وهذا أجر عظيم وثواب كثير يضيعه المسلمون.

وفي رواية لـ أبي داود والحاكم: (ما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي)، ولكن من المسلمين من لا يعرف قيمة نفسه، ولا قيمة الأعمال التي يوجهه الله إليها، وكم من أناس ينشغلون بالتفاهات من الأمور وبقضايا جزئية، ويستثقل الإنسان أن يفعل أمور الخير التي هي ثقيلة في ميزان الله سبحانه وتعالى.