للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوكل سبب لدخول الجنة بغير حساب]

التوكل على الله يترقى فيه المسلم ليكون قمة المسلمين، وخيرة البشرية عندما تجتمع البشرية يوم القيامة، وهذه الأمة هي الأمة الكبرى التي يدخل منها الجنة ما لا يعلمه إلا الله، وفي مقدمة صفوفها منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آخر رجل يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، فهؤلاء صفوة هذه الأمة، وخيرة هذه الأمة، وزبدة هذه الأمة.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي الأمم -أي: كيف تأتي يوم القيامة - فرأيت النبي وليس معه أحد، والنبي ومعه الرجل -آمن معه رجل واحد! - والنبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الرهط، إذ عرض لي سواد كثير، فظننت أنهم أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه -الذين آمنوا مع موسى جمع كبير-، ثم عرض لي سواد كبير سد الأفق، فقيل: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً)، فلما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء السبعين ألفاً: من هم؟ أهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أم هم السابقون إلى الإسلام؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) قمة الإيمان قمة العبودية قمة التقوى: أن تتوكل على الله تبارك وتعالى.

والتوكل ليس كلمة تقال: توكلت على الله! اعتمدت على الله! وإنما هي حقيقة تتمثل في القلب ويرتبط القلب بها، فيتعلق القلب بربه وخالقه؛ لأنه يعرف ربه، وقدرته، وقوته، وغناه، وملكه، وأمره ونهيه، فيتوكل عليه تبارك وتعالى.