للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نوع الشريعة التي يطبقها حكام إيران الشيعة]

السؤال

هل نستطيع أن نسمي إيران أقرب دولة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي؟

الجواب

لا، الصورة غير واضحة عند حكام إيران في تطبيق الشريعة الإسلامية، لأن التطبيق ينبني على الفهم، فهم يؤمنون بالقرآن لكن ما هو تفسير القرآن عندهم؟ نحن تفسير القرآن الأساسي عندنا هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل:٤٤]، المشكلة الآن أن الشيعة في إيران ما عندهم تطبيق للقرآن، نحن عندنا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، والدولة الأموية فيها ممارسات عبر تاريخ طويل في تطبيق الأحكام الشرعية، وهم يتنكرون لكل هذا التاريخ، ما عندهم تاريخ طبقت فيه الشريعة الإسلامية إلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فالصورة عندهم غير واضحة في كيفية تطبيقه؛ لأنهم يرفضون النصوص والوثائق العلمية التي تبين كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم طبق الشريعة، وكل كتب السنة لا يقبلونها!! وبعد ذلك يؤمنون بفترة وجيزة من حياة علي بن أبي طالب من سنة ٣٥هـ إلى ٤٠ هجرية، ويؤمنون أن هذه الفترة طبق فيها الإسلام، وغير ذلك لا.

أما نحن فالصورة واضحة عندنا، يعني: كل قضية من قضايا الحكم فيها عشرات المؤلفات، ولنا فيها تجربة طويلة، ليست قليلة، عندما نعود إلى الحكم الإسلامي، عندنا الدستور المالي للدولة الإسلامية في مؤلفات، أو القانون التجاري للدولة الإسلامية في مؤلفات، في كل مجال من المجالات عندنا مؤلفات كثيرة وعندنا تجارب كثيرة، لكن الشيعي يقول: أنا لا أؤمن بكتب السنة، ولا يوجد وقت طبقت فيه الأحكام الشريعة إلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد علي بن أبي طالب، وبقية العصور لا يعتبرونها ولا يستفيدون منها.

وصلاة الجمعة عندهم صلاة غريبة جداً، صلاة يتعجب الإنسان منها، صورة غريبة من أغرب ما يراه الإنسان، ما عندهم الطريقة العملية المنهجية التي نسميها السنة، فالسنة هي الطريقة، سنة الرسول صلى الله عليه وسلم طريقته في تنفيذ الأحكام، الرسول صلى الله عليه وسلم أخذها عن الله، كان جبريل يتوضأ أمام الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة بشر، والرسول يتوضأ مثله، يصلي ويصلي مثله، أشياء عملية يأخذها عن جبريل، فإذا رفض الإنسان كل هذه النصوص من السنة، يصبح فقهه للقرآن ضعيفاً.

على ما هناك من انحرافات في العقيدة والتوجهات، كل هذه تجعلهم غير مؤهلين، ولذلك الآن حتى كثير من الإيرانيين يقول: نحن ما كنا نعلم أن الإسلام بهذا الشكل، كثير من المسلمين الآن يتنكر ويقول لك: إذا كان هذا الإسلام فلا نريده، كما يحدث في الباكستان أقرب دولة من الشيعة؛ لكن هذه الصورة السيئة في التطبيق تكره ملايين الناس من الباكستانيين أنفسهم بالإسلام.

كذلك بالنسبة لما يجري في إيران نفس القضية، الآن في مصر يقال للإنسان العادي: هل تكره الشيوعية؟ فيقول: أعوذ بالله من الشيوعية والاشتراكية، الأمريكان والبريطانيون مهما كانوا فهم أحسن منهم مليون مرة، لم؟ لأن الشيوعيين الروس جاءوا إلى مصر، وطبقت الشيوعية على ما فيها من سخافة تطبيقاً سيئاً، وهي ممسوخة مثل القوانين، ثم مسخت أكثر من ذلك عندما طبقت في بلد فأصبح المصري العامي الذي كان لا يعرف ما هي الشيوعية يقول: روس أعوذ بالله، لا يمكن.

أنا مرة زرت الأهرام فكان معنا الدليل، فقلت له: هل رأيت الروس؟ قال: الروس لا يعطونا فلساً؛ لكن الأمريكان والبريطانيين يدفعون بسخاء، هذا على مستوى الإنسان العادي، وما كان هؤلاء الحكام في مصر خارجين عن إرادة أمريكا لكن يعرفون أن النتيجة في النهاية ستصب في بركة غيرهم.

كذلك نفس القضية، عندما يطبق الإسلام تطبيقاً سيئاً يتضرر به المسلمون أصحاب الحركة النظيفة تضرراً كبيراً جداً.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم.