للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم إرغام الأطفال على الصيام]

السؤال

قرأت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعود الأطفال على الصيام، فيعطيهم لعباً لينسوا الجوع فهل هذا صحيح؟

الجواب

نعم، هذا ثابت في صحيح البخاري وغيره عن امرأة تسمى الربيع بنت معوذ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم أمرها بصيام عاشورا قبل أن يكتب رمضان، قالت: قد صمناه، ثم تقول: إنهم كانوا يصومون الصبيان، ويجعلون لأحدهم من العهن أو الصوف، فإذا بكى أعطوه إياها يتسلى بها حتى يكون وقت الإفطار.

وقدرات الأطفال على الصيام تختلف، فلا يصوم من الصبيان إلا الذين لديهم القدرة على ذلك، فلا نثقل على ابن أربع سنين أو خمس، ونمنع هذا الطعام ولو بكى، فبعض الصبيان يكون عنده ثمان سنين أو تسع سنين ولا يقدر على الصوم؛ لضعف بنيته، أما الأولاد الذين عندهم القدرة على التحمل فهؤلاء يصومون.

فلا ينبغي أن نشدد مع الأطفال كما نشدد مع الكبار، فيمكن مثلاً أن نكتفي من ابن ثمان سنين أو تسع بيومين أو ثلاثة، ثم نزيده في العام الثاني أربعة أيام أو خمسة حتى يتعود.

وليست المسألة في تعويد الصبيان على الصيام مسألة تعويد فقط، بل صيامهم حال الصبا يجر عليهم صلاحاً وأجراً، فلهم أجر الثواب عند الله سبحانه وتعالى، وإن كانوا لا يؤاخذون على المعصية.