للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصنف الأول: الظالم لنفسه]

وهم يظنون أن الحياة غناء ورقص ولعب ولهو وأكل وشرب ونوم، وما علم المساكين أن الله سوف يسألهم عن كل دقيقة من دقائق حياتهم، فقد استغلوا الأوقات بالازدياد من اللذات والشهوات ومضاعفة السيئات، ونسوا أو تناسوا رقابة الواحد الأحد رب الأرض والسماوات.

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني لقد نسي هؤلاء المساكين مراقبة الله ولقاءه، فتجد كثيراً من بناتنا تسمع الموسيقى والغناء، وترقص على المعازف والألحان، ونسيت أنها حفيدة خديجة التي أقرأها الله السلام، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب، ونسيت المسكينة أنها حفيدة عائشة الصديقة بنت الصديق الصائمة القائمة المتصدقة، راوية الحديث، وعالمة الأمة.

ونسيت المسكينة أنها حفيدة المجاهدة نسيبة الأنصارية أم عمارة التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد لما رآها تذود وتدافع عنه: (تمني وسليني يا أم عمارة! فقالت: أسألك مرافقتك في الجنة يا رسول الله!)، فاسمعي أخية! تلك الأمنيات والرغبات، فماذا تسأل المسلمات اليوم؟! أين المضيعات للعمر والساعات عن مثل هؤلاء؟! أين المضيعات للحقوق والواجبات؟! قد هيوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل