للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب الإيمان بالبعث بعد الموت]

عباد الله! لا بد أن نعرف أن بعد الموت قبراً، كما قال الله جل في علاه: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر:١ - ٢].

ولا بد أن نعرف ونعي أن بعد القبر بعثاً، وهو إحياء الموتى يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم، كما قال سبحانه: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن:٧].

فإذا علمنا هذا كله فالمطلوب من الجميع هو ما ذكره الله جل في علاه بقوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:٨ - ٩]، فاستعدوا عباد الله! واحرصوا على الخواتيم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يبعث كل عبد على ما مات عليه).

فعن أبي رزين العقيلي قال: (قلت: يا رسول الله! كيف يعيد الله الخلق؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال: أما مررت بوادي قومك جدباً، ثم مررت به يهتز خضراً؟ قلت: نعم.

قال: فتلك آية الله في خلقه)، حديث صحيح؛ وهو موافق لنص التنزيل، قال سبحانه: {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج:٥ - ٧].