للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال الأمة اليوم]

ثم دار الزمان دورته، وتركت الأمة أسباب عزها وقوتها، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) صححه الألباني رحمه الله.

فيا ألله ماذا أصابنا؟! وماذا جرى لأمتنا؟! هاهي أعراضنا تنتهك، ومقدساتنا تدنس باسم السلام والشرعية الدولية! والأعجب من هذا أن ترى كثيراً من أفراد هذه الأمة عاكفين على اللهو والعبث، فهذه بطولات للكرة يتابعونها، وهذه حفلات غنائية يقيمونها! يا ألله! كيف يستطيع صاحب الطعام أن يتلذذ بطعامه؟! وكيف يستطيع صاحب الصبيان أن يمازح ويدلل صبيانه؟! يا ألله! كيف يهدأ لنا بال ويقر لنا قرار، ونحن نرى الأطفال في فلسطين والعراق والشيشان وكشمير وأفغانستان وهم يُقتَّلون في أحضان أمهاتهم؟! ما ذنبهم؟! وما هي جريمتهم؟! والعالم الحيران يرى ويسمع ولا يجيب! يا ألله! كم انتهكت من الأعراض هنا وهناك! وكم ارتفعت أصوات المسلمات: وامعتصماه وامعتصماه! ولكن لا مجيب ولا مواتي! ماذا جرى لأمتي حتى ترضى بالهوان؟! أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم أتلقَّاك وطرفي مطرقٌ خجلاً من أمسك المنصرم ويكاد الدمع يهمي عاتباً لبقايا كبرياء الألم ألإسرائيل تعلو راية في حمى المهد وظل الحرم أو ما كنت إذا البغي اعتدى موجة من لهب أو من دم اسمعي نوح الحزانى واطربي وانظري دمع اليتامى وابسمي رب وامعتصماه انطلقت ملءَ أفواه الصبايا اليتَّم لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم إن ما تعانيه أمتنا ليس بسبب قوة أعدائها، فلقد قهرت أمتنا أقوى وأعتى الأعداء وهي أقل عدة وعتاداً.