للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصر الأمة وعزتها بالعباد والزهاد]

أعيد وأكرر: لا تنتصر الأمة إلا بالعباد والزهاد عباد الله! العباد الزهاد في الناس كالعملة النادرة، يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تجدون الناس كإبل مائة لا يكاد يجد الرجل فيها راحلة)، ومعنى الحديث: أن المرضي الأحوال من الناس، الكامل الأوصاف؛ الحسن المنظر، القوي على الأحمال والأثقال، قليل جداً، كقلة الراحلة في الإبل، وكذا الصادقون المنتسبون للدين كثير، لكنهم ما بلغوا مرتبة الولاية، تلك المرتبة التي ينصر الله أصحابها، ولذا عمت المصيبة بفقدهم.

لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاه تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر يموت بموته بشر كثير فالرجل من أولئك بألف منهم، وبمائة ألف منا اليوم، قال أبو بكر رضي الله عنه: صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل.

ولما طلب عمرو بن العاص رضي الله عنه المدد من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في فتح مصر، كتب إليه عمر: أما بعد: فإني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم مقام الألف، أرسلت إليك الزبير والمقداد وعبادة بن الصامت ومسلمة بن خالد.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.

أسمعتم ما حدث في تايلاند؟ وما صنعوا بالمسلمين هناك؟ خرجوا في مظاهرة سلمية يطالبون بأبسط الحقوق، ينادون بحقوق الحيوانات ولا ينادون بحقوق المسلمين.

هنَّا على الله، فهنَّا على البشر، قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع فقيل: هو ذاك في الميمنة جانح على قوسه، رافع إصبعه نحو السماء، قال: تلك الإصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير.

بمثل أولئك تنتصر الأمة.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.