للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرب صليبية]

بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:١]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:٧٠ - ٧١].

أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالنار.

عباد الله! لا زالت الفلوجة المدينة الصغيرة تقاوم أقوى دولة بصورة أسطورية عظيمة رغم الأكاذيب الإعلامية الأمريكية، لا زالت الفلوجة تقاوم رغم أشنع الكوارث والجرائم الإنسانية وسط صمت العالم المخزي.

ألا فاحمل إلى الأنذال أبياتي وحي بها من الفلوجة الآتي أتيتكم حجيج أم به عجب من الإله تنزلت السماوات ورمحكم سلاح أم هو الصعق يزلزل جيش المجرم الآتي عباد الله! من بين آلاف الصور للإبادة الجماعية في الفلوجة والعراق سمح الجيش الأمريكي بنشر تلك الصور التي تصور ذلك الجندي الصليبي وهو يقتل المسلم في المسجد، سمحوا بذلك ليقولوا لنا: إنها حرب صليبية ولكنكم لا تفهمون! سمحوا بنشر تلك الصور ليقولوا لنا بكل وقاحة: إنها حرب صليبية ولكنكم لا تفهمون! قال سبحانه: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:٢١٧]، وقال سبحانه: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:١٢٠]، وقال سبحانه: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة:١٣٥].

والله إننا لفي حيرة مع بني جلدتنا أنصدقهم أم نصدق كلام الله؟! أنصدقهم وهم يقولون لنا: هؤلاء دعاة للحرية وللسلام، وهدفهم نشر العدل والاحترام لحقوق الإنسان، أي إنسان يقصدون؟ هل رأيتم صورة ذلك الشيخ الكبير الأعزل من السلاح وهو متكئ على حائط المسجد يقطر الدم من أنفه وقد فارق الحياة؟ هل رأيتم صور الأطفال تحت الأنقاض وتحت الدبابات؟ أرأيتم صور النساء وهن جرحى وثكلى وينادين: واإسلاماه واإسلاماه؟ دماء السم بالأنذال تجري يئن لها قلبي أنينا تئن ولا مجيب لها يلبي ولا حر بأرض الخائنينا عذارى تستباح إلى المنايا فيذبحها اليهود المعتدينا وطفل يستغيث فلا قلوب ترق ولا تحن له الحنينا وشيخ قد علاه من الخطوب وجوم أين قومي الأولينا فأين الدين يا أتباع قومي أما فيكم رجال صادقونا ألسنا إخوة في دين طه ألسنا المحسنين المؤمنينا أما لمحمد فيكم ذمام فآثرتم ولاء المشركينا ألا غوث وقد نزل الصليب بأرضكم ونزول الحاقدينا أليست هذه بغداد تحكي حكاية مجدكم مجد القرونا صروحكم هنا تاريخ عز تعيث به العلوج المفسدينا