للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مفهوم الدعاء وأقسامه]

ما هو الدعاء؟ الدعاء لغة: مأخوذ من مادة: دعوا، والتي تدل في الأصل على إمالة الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك، ومن هذا الأصل: فالدعاء فيه معنى الرغبة إلى الله عز وجل، وهو واحد الأدعية، والفعل من ذلك: دعا يدعو، والمصدر: الدعاء والدعوة.

والدعاء اصطلاحاً: قال فيه الطيبي: هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله والاستكانة له، وهذا تعريف يتناول دعاء العبادة كما جاء في فتح الباري.

وقال المناوي: هو لسان الافتقار لشرح الاضطرار، وهذا التعريف يتناول دعاء المسألة المتضمن لدعاء الثناء والعبادة.

أقسام الدعاء في القرآن: جاء لفظ الدعاء في القرآن متناولاً معنيين: الأول: دعاء العبادة، والثاني: دعاء المسألة.

فدعاء المسألة: هو طلب ما ينفع الداعي، كطلب كشف ما يضره ودفعه، وكل من يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود بحق كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية.

أما دعاء العبادة: فهو الذي يتضمن الثناء على الله بما هو أهله، ويكون مصحوباً بالخوف والرجاء.

والدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا أخرى، ويراد به مجموعهما، وهما متلازمان؛ فالعبد يدعو للنفع أو لدفع الضر دعاء مسألة، وهو كذلك يدعو خوفاً ورجاءً فيكون دعاء عبادة، وقد ورد المعنيان في قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:٥٥ - ٥٦].

وقيل في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} [البقرة:١٨٦]: أعطيه إذا سألني، وقيل: أثيبه إذا عبدني.

قال صلى الله عليه وسلم: (إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام)، وإسناده حسن، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث سلمان: (إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه بدعوة أن يردهما صفراً ليس فيهما شيء)، صححه الألباني رحمه الله، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه)، ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.