للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصلاة من أعظم القربات]

فوالله! لن تتقرب إلى الله بقربة أعظم من المحافظة على الصلوات، يقول أنس رضي الله عنه: (بينما كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل علينا رجل لا نعرفه، قال: أين هو ابن عبد المطلب؟ قلنا: ذلك الأبيض الأمهق) -أي: أنه صلى الله عليه وسلم أبيض مشرب بحمرة، إذا تبسم كأن وجهه فلقة القمر- قال: (فجاءه وقال: يا ابن عبد المطلب! إني سائلك ومشدد عليك السؤال، وكان متكئاً فجلس، قال: يا محمد! من الذي رفع السماء؟ قال: الله، قال: يا محمد! ومن الذي بسط الأرض؟ قال: الله، قال: ومن الذي نصب الجبال يا محمد؟ قال: الله، قال: أسألك بالذي رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال آلله أرسلك إلينا رسولاً؟ فاحمر وجهه صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم نعم، قال: أسألك بالذي رفع وبسط ونصب وأرسلك إلينا رسولاً، آلله أمرك أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم، قال: آلله أمرك أن تأمرنا بالصيام؟ قال: اللهم نعم، قال: آلله أمرك أن تأمرنا بأداء الزكاة؟ قال: اللهم نعم، قال: آلله أمرك أن تأمرنا بحج بيت الله الحرام؟ قال: اللهم نعم، قال: والذي بعثك بالحق! والذي رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، وأرسلك إلينا رسولاً! لأحافظن على الصلاة، ولأصومن رمضان، وأعطي الزكاة، وأحج البيت، ولا أزيد على ذلك، فلما انطلق قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن صدق دخل الجنة).

أي: إن صدق فيما قال، وحافظ على الصلوات، وصام رمضان، وأدى الزكاة، وحج بيت الله الحرام دخل الجنة.

فتأمل بارك الله فيك، وتأمل رعاك الله! أن الزكاة قد تسقط في بعض الأحوال؛ وذلك في حالة عدم ما يستوجب الزكاة، ويسقط الصيام بالأعذار، كما قال عز وجل: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:١٨٤]، والحج يكون على من استطاع إليه سبيلاً، لكن قل لي بالله العظيم: هل تسقط الصلاة في أي حال من الأحوال؟!

الجواب

لا، وعلى هذا فمن حافظ على صلاته دخل الجنة، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كان حقاً على الله لمن لقيه وهو يحافظ على هذه الصلوات أن يدخله الجنة) أي: حق على الله لمن لقيه وهو محافظ على هذه الصلوات أن يدخله الجنة، قال أبو ذر: (وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق، فأعادها في الثالثة، فقال صلى الله عليه وسلم: على رغم أنف أبي ذر).

فهذه خمس صلوات، من أداهن حيث ينادى بهن كن له نوراً وضياءً وبرهاناً يوم القيامة، ومن ضيعهن فلا يلومن إلا نفسه.