للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السفر إلى الخارج وراء الشهوات والملهيات]

ليلهم ونهارهم سواء يظنون أن السعادة في لذة وشهوات وفي سفر ومغامرات، {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} [المجادلة:١٩].

يستيقظ الواحد منهم قبل الفجر لموعد طائره وسفر وسياحة ولا يستطيع أن يستيقظ لصلاة الفجر، مع أن التخلف عن صلاة الفجر من علامات المنافقين، تراهم في الملاعب يجوبونها طولاً وعرضاً خلف الكرة ولا يقوون على أداء الصلاة، ولا تراهم في صفوف المصلين رغم أن المسجد لا يبعد عنهم سوى خطوات، قال جل في علاه عن محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:٢٩] وقال صلى الله عليه وسلم: (اكلفوا من العمل ما تطيقون، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) إنك لن تتقرب إلى الله بقربة أعظم من المحافظة على الصلاة.

إذا حزبك أمر يدك الجبال فتذكر (أرحنا بها يا بلال) واعلم أنه ما سُميت الصلاة صلاة إلا لأنها تصل بفاعلها والمحافظ عليها إلى الجنة، وتصل بتاركها والمتهاون فيها إلى النار، فأي طريق تريد؟ قال ابن تيميه قدس الله روحه: حدثني بعض المشايخ أن بعض ملوك فارس قال لشيخ رآه قد جمع الناس على رقص وغناء: يا شيخ! إن كان هذا هو طريق الجنة فأين طريق النار؟