للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإيمان يحول دون الهزائم المتوقعة]

إن الإيمان وصحة العقيدة والاستبسال في سبيل الله يعكس المفاهيم، ويقلب المقاييس، ويكسر القيود والأغلال، وكثرة العدد، ووفرة السلاح، والتكنولوجيا العسكرية ليست هي التي تصنع النصر المؤزر والساحق، وإن عدم توافر كل ذلك ليس هو الذي يصنع الهزائم.

اسمع رعاك الله! إن الذي يصنع النصر حقيقة ويصنع الصمود الذي يحول دون الهزائم الماحقة هو الإيمان والثقة بالله جل في علاه، والاعتماد على الله، وتشرب القلوب عقيدة القرآن المشرقة لا عقيدة ماركس ولينين المظلمة.

استمرت المعركة سبعة أيام وكانوا يتوقعون أنها ستستمر ساعات، ولم يتوقع الرومان أن المعركة ستكون على هذا المستوى من الصمود والثبات والشراسة والضراوة! ثبت المسلمون على مشارف مؤتة، بل قاموا بهجوم معاكس أتوا فيه بالعجائب، وصرعوا عدة مئات من أفراد الجيش الروماني وأتباعه، بعد أن صعقوهم بالهجمات، وأثخنوا فيهم الجراح، بل بدأت جموع الرومان مع كثرتها تركن إلى الفرار والهروب من أرض المعركة لهول ما رأوا من القلة المسلمة، وحاولوا اقتحام مواقع المسلمين لتطويقهم فما استطاعوا! إن أي عاقل وأي منصف سيدرك ذلك المستوى الرفيع من الشجاعة والبطولة والتضحية والفداء والإيمان العميق الذي كان عليه المسلمون، خاصة عندما يعلم أنهم ثلاثة آلاف محارب، وقد استمروا يخوضون المعركة بصبر وشجاعة وضراوة خلال سبعة أيام ضد جيش قوامه مائتا ألف مقاتل، دون أن يتمكن ذلك الجيش من تسجيل أي نصر يذكر على المسلمين في أرض المعركة!