للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المخرج من الكوارث والمصائب]

عباد الله! كم يشتكي الناس اليوم من الهموم والغموم، وقلة البركة والتوفيق في كثير من الأمور، أما وعدنا الله أن لو حققنا تقواه أن ينزل علينا بركات السماوات والأرض؟! أما وعدنا إن نحن خالفناه أن ينزل علينا العقوبات؟ عباد الله! إلى متى الرقاد والنوم؟! إلى متى تستمر غفلتنا ويستمر لهونا وسط الألم الذي نعانيه؟! إلى متى يستمر ابتعادنا عن طريق عزنا ونصرنا؟! إلى متى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان: في المنازل في الأسواق في الجرائد في المجلات في الشاشات في المؤسسات في المعاملات بل قل: في كل جوانب حياتنا؟! حرب على الله! فكيف ننتصر إن كنا نحن الذين نحارب الله! وكيف سينصرنا الله ومعاصينا ظاهرة بارزة في كل مكان! ألم ندرك بعد ونتيقن أن ذلك هو سبب ذلنا وضعفنا وهواننا؟! إلى متى عباد الله ونحن نبارز جبار السماوات والأرضين بالمعاصي؟! أما نخاف، أما نخشى؟! هل تناسينا وعده ووعيده وعقابه؟! قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:١٠٢] {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء:١٦].

أما آن أن نصحو من غفلتنا، أم أننا لن نصحو إلا عندما تأتي علينا الطامات والعقوبات التي بدأنا نرى نذرها تلوح في السماء، ونكون وقتها استحققناها بإعراضنا وقسوة قلوبنا! قال الله: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام:٤٣ - ٤٤].

ما الذي أهلك القرى والأمم السابقة؟ أليست الذنوب والمعاصي! {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:٤٠].