للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قصة خباب في طريق الثبات]

لقد ثبت خبيب قبله حين طلبوه في التنعيم وسألوه: أتحب أن يكون محمداً مكانك وأنت بين أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمداً يشاك بشوكة، وأن جالس مطمئن بين أهلي، ثم رفع بصره إلى السماء منادياً ربه: اللهم! إنا قد بلغنا رسالة نبيك، اللهم! بلغ نبيك ما يفعل بنا، ثم رددها خالدة إلى أن يرث الله الأرض والسماء.

ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب في الله كان مصرعي ولقد خيروني الكفر والموت دونه ولقد هطلت عيناي من غير مجزع وما بي حذار الموت إني لميت ولكن حذاري جحم نار ملفع فقد ثبتوا كالجبال أمام العذاب والهوان، وأنت تضعف أمام شاشات وقنوات، وأمام أغاني وملهيات، لكن صدق الله حين قال: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:١٩ - ٢٤].