للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مفهوم الحياء وفضله]

أخيراً: إليك هذا الخبر الذي يحمل صفة وخصلة لو حملتها ولبستها لصلحت لك جميع الأمور.

عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) رواه البخاري ومسلم.

وفيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه).

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء.

وحقيقته: خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق.

وقال السري السقطى: إن الحياء والأنس يطرقان القلب، فإن وجدا فيه الزهد والورع وإلا رحلا.

وآخر قال: والله إني لأستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه.

وقال الفضيل بن عياض: خمس من علامات الشقوة: قسوة القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل.

وقال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعاً استحى الله منه وهو مذنب.

وقال ابن القيم: من لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة، كما أنه ليس معه من الخير شي.

وقال ابن مسعود: من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله.

قيل لـ عمر بن عبد العزيز: إذا ذهب الحياء ذهب نصف الدين، قال: لا.

إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله.

إن كان الحياء جميلاً في الرجال فهو في النساء أجمل وأزين، ووالله إذا فقدت المرأة حياءها لباطن الأرض خير لها من ظاهرها، قال الشاعر: إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء