للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف الصحابة في غزوة مؤتة]

أردت من الموضوع أن أرفع الهمم مع بداية عام هجري جديد، وأن أذكر الأحفاد بما صنع الأجداد، وأن أذكر الرجال بما صنع الأبطال، ليُعلم أن أمتنا عندها قوة عجيبة، فلو أنها تشتغل في نصرة الدين.

لقد انبثق نور الإسلام من مكة ليحطم الجاهلية بكل ما فيها إلا ما وافق الإسلام، وقام محمد صلوات الله وسلامه عليه بحمل راية الدعوة والجهاد، والتف حوله الرجال يفدون دينهم بكل غال ونفيس، وما هي إلا سنوات قليلة مليئة بالصبر والتضحيات، إلا والإسلام قد ضرب أطنابه هنا وهناك، وانتشر أبطال الإسلام يبلغون دعوة الله رافعين شعار لا إله إلا الله والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فانقادت لهم الأرض، ونشروا العدل والمساواة، وقدموا من أجل ذلك تضحيات، وسطروا بطولات، فكانوا كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ثم تبدل الحال وتفكك البنيان، وركنت الأمة للدعة والشهوات، فضيعت أوقاتها بل أعمارها أمام شاشات وقنوات، فلقد علم الأعداء أنهم لن يقهروا هذه الأمة بالمدفع والدبابة فحاربوها باللهو والضياع، وأشغلوها بالمعازف والألحان؛ لأنهم يعلمون أن هذه الأمة إذا رفعت السلاح لا تقف قوة في الأرض أمامها.