للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقسم به في سورة الفجر]

قال تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:١ - ٢]، الفجر: هو الوقت المعروف، وسمي بالفجر؛ لأن الضياء ينفجر من الظلمة.

{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:٢] هذه الليالي العشر قيل: هي العشر الأول من ذي الحجة، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من أيام العشر) يعني: عشر ذي الحجة.

وقيل: هي العشر الأواخر من رمضان، وقيل: هي العشر الأول من المحرم، وقيل: هي العشر التي ذكرها ربنا في قصة موسى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [الأعراف:١٤٢].

{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:٣]، قيل: الوترُ هو: الله جل جلاله، والشفع: خلقه، {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات:٤٩].

{وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} [النبأ:٨].

وقال عكرمة رحمه الله: الشفع: هو يوم النحر، والوتر: يوم عرفة؛ لأن يوم عرفة هو يوم التاسع، ويوم النحر هو اليوم العاشر، وقيل: الشفع والوتر هي الأيام منها شفع، ومنها وتر، وقيل: العدد منه شفع ومنه وتر، وقيل: الصلوات، فمنها شفع كالعشاء، ووتر كالمغرب، وقيل: الشفع والوتر آدم وحواء، فقد كان آدم عليه السلام وتراً فلما خلقت حواء صارا شفعاً، وقيل: الشفع والوتر إشارة إلى صفات المخلوقين وصفات الخالق جل جلاله، فصفات المخلوقين شفع: قدرة وعجز، قوة وضعف، علم وجهل، بصر وعمى، كلام وخرف، هذا حال المخلوق.

أما الله عز وجل فصفاته علم بلا جهل، وقدرة بلا عجز، وقوة بلا ضعف، وكلام بلا خرف، وبصر بلا عمى جل جلاله.