للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إقسام الله بآيتي الليل والنهار]

أقسم الله أيضاً بالنهار إذا جلاها فقال: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} [الشمس:٣] أي: النهار إذا جلى ضوء الشمس.

وقال ابن كثير رحمه الله: الضمير يرجع إلى الأرض {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}، أي: كشف الأرض بحيث ينتشر الناس آمنين.

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} [الشمس:٤] فيغطي الأرض ويغطي الشمس.

فهاتان الآيتان لا ينتبه إليهما الناس، لكن الله عز وجل نبهنا إلى أن الليل والنهار آيتان من آيات الله كما أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله.

وربنا سبحانه وتعالى بين أنه لو لم ينعم علينا بنعمة الليل ومثلها نعمة النهار ما استطاع أحد أن يأتي بها: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص:٧١ - ٧٣].

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان:٦٢] الليل آية من آيات الله، والنهار آية من آيات الله، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان:٤٧]، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ:١٠ - ١١]، هذه آية من آيات الله.