للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معاني النفس في القرآن]

قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس:٧] اعلموا بارك الله فيكم أن النفس في القرآن تطلق ويراد بها أربعة معاني: كلمة النفس تطلق ويراد بها الروح، ومنه قول الله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ} [الأنعام:٩٣]، أي: أرواحكم.

وتطلق النفس ويراد بها مجموع الروح والجسد مع بعضهما، كما في هذه الآية: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس:٧]، أي: سوى خلقتها فجعلها معتدلة مستقيمة، وسوى فطرتها فجعلها فطرة قويمة.

وتطلق النفس ويراد بها القلب، كما في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ} [الأعراف:٢٠٥]، أي: في قلبك.

{تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} [الأعراف:٢٠٥].

وقول الله عز وجل في شأن قصة يوسف: {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ} [يوسف:٧٧] أي: في قلبه.

وتطلق النفس على القوة المفكرة المدبرة، كما في قول الله عز وجل: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات:٤٠]، وقول الله عز وجل: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة:٢].

فيقسم ربنا بهذه النفس التي فيها عجائب {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس:٧] أي: ومن سواها جل جلاله أو وتسويتها.