للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (أليس الله بأحكم الحاكمين)]

قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين:٨].

روى الإمام الترمذي أن عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهما كانا إذا قرأا هذه الآية قالا: (بلى ونحن على ذلك من الشاهدين).

فحكمة الله عز وجل ظاهرة في أمرين اثنين: في خلقه، وفي قضائه، أما في خلقه فقد قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:٤] وأما في قضائه فإنه لا يسوي جل جلاله بين مختلفين، قال عز وجل: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:٢١].

وقال عز وجل: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص:٢٨].

هذه السورة أيها الإخوة الكرام جدير بنا أن نتأملها وأن نكثر من تلاوتها، وأن ننظر في عظمة خلق الله عز وجل، خاصة في زماننا هذا بعدما تقدمت العلوم وتطورت الفنون، واكتشف الناس ما لم يكونوا يعرفون، فنستدل بذلك على أن الخالق الأعظم جل جلاله قادر على أن يعيدنا كما بدأنا، أسأل الله أن يجعلنا من المتعظين.