للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب)]

قال الله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:١].

قوله: ((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ)) أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، باعتبار أن أصل دينيهما كتاب سماوي: التوراة، والإنجيل، أما المشركون فيدخل فيهم عبدة الأوثان، وعبدة النيران، وعبدة الكواكب والنجوم من العرب وغيرهم.

فالكفر اسم جنس يجمع أهل الكتاب مع المشركين، كما قال الله عز وجل في سورة التوبة: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة:٣٠].

قوله: ((مُنفَكِّينَ)) أي: لم يكونوا مزايلين ومباينين وتاركين ما هم عليه من الكفر حتى تأتيهم البينة والبينة هي: كل ما أقيم لإظهار الحق.