للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (الله الصمد)]

قوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:٢] من أسمائه جل جلاله الحسنى الصمد، وهو فعل بمعنى مفعول، أي: المصمود الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها وهو لا يحتاج إلى أحد.

فمن أراد الغنى، ومن أراد العلم، ومن أراد الفهم، ومن أراد الحكم، ومن أراد النجاة، ومن أراد الأموال والأولاد فعليه أن يلجأ إلى الله عز وجل، ومن أصابه الضر فليلجأ إلى الله، كما قال سبحانه: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:٥٣] أي: تلجأون إليه جل جلاله.

وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ} قال ابن عباس في معنى اسم الله الصمد: (هو السيد الذي كمل سؤدده).

والشريف الذي كمل شرفه، والعظيم الذي كملت عظمته، والحليم الذي كمل حلمه، والحكيم الذي كملت حكمته، والعليم الذي كمل علمه، وهو سبحانه كما قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:١١].

وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أحدية الله عز وجل دلت عليها كثير من نصوص القرآن، كقول الله عز وجل: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة:١٦٣].

وقول الله عز وجل في سورة التوبة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:٣١].

وقوله في سورة إبراهيم: {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [إبراهيم:٥٢].

وقوله عز وجل في سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر:٢٢] وتكرر ذلك إلى آخر السورة.

وقوله عز وجل في سورة ص: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [ص:٦٥ - ٦٦].

وقوله عز وجل: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء:٢٢] وهو ما يسميه العلماء: برهان التمانع، أو دليل التمانع.

وقوله عز وجل في سورة الإسراء: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء:٤٢ - ٤٤].