للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب)]

قوله: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} الغاسق هو: الليل في قول جمهور المفسرين، وقد استعيذ بالليل لأنه مظنة الشرور؛ ففي الليل ينشط أهل الباطل، ويكثر اللصوص، وتنتشر السباع، وذوات السموم، والهوام، ويتعذر السير، وتعثر النجدة، ولا يبقى مغيث إلا الله.

وفي الليل كذلك ينتشر أهل الريبة وأهل الفساد، هذا كله يكون في الليل، ولذلك نستعيذ برب العالمين من شر الليل إذا وقب، أي: إذا دخل.

وفي القرآن الكريم قال الله عز وجل: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} [الانشقاق:١٧ - ١٨] فالغاسق هو: الليل، وقيل: الغاسق هو: القمر إذا أظلم، فقد جاء في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ عائشة وأشار إلى القمر: (استعيذي بالله من شر الغاسق إذا وقب) أي: إذا أظلم.

فأهل الريبة كذلك ينتظرون غياب القمر، وذهاب ضوئه، من أجل أن يمارسوا فسادهم، وغيهم، وظلالهم.

قوله: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} النفاثات: جمع نفاثة، وهن: النساء السواحر اللائي يعقدن عقداً ثم ينفثن فيها، وقيل: ليس المقصود النساء، وإنما المقصود: النفوس النفاثات، سواء كانوا رجالاً أو نساءً.