للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم قول (بلى وأنا على ذلك من الشاهدين) بعد سماع قوله تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)]

السؤال

سمعت بعض الناس يقول بعد سماع قوله تعالى في سورة التين: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين:٨] بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، فهل يجوز ذلك؟

الجواب

هذا وارد؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما قرأ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:٤٠] قال: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين)، ومن هنا اختلف أهل العلم: فالمالكية رحمهم الله يستحبون ذلك، والحنابلة رحمهم الله يمنعون، والأقرب -والعلم عند الله تعالى- أن ذلك يكون في صلاة النافلة لا في صلاة الفريضة، ففي صلاة النافلة إذا مررت بآية فيها رحمة فسل الله من فضله، وإذا مررت بآية فيها عذاب فاستعذ، وإذا مررت بآية فيها تسبيح فسبح، وإذا مررت بآية فيها سؤال فأجب، فلو قرأت في النافلة {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:٣٠] فيمكنك أن تقول: الله رب العالمين، أي: هو الذي يأتينا بماء معين، ولو قرأت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:١] في النافلة فلك أن تقول: سبحان ربي الأعلى.

ولو قرأت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦] فلك أن تقف وتقول: اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

أما في صلاة الفريضة فلا، خروجاً من الخلاف.