للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبب تقديم السجود على الركوع في قوله تعالى (واسجدي واركعي مع الراكعين)]

السؤال

يقول تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران:٤٣] فما هو السبب في ذكر السجود قبل الركوع؟

الجواب

أولاً: الواو في لغة العرب لا تفيد الترتيب، فإذا قيل: جاء زيد وعمرو فليس بالضرورة أن زيداً قد جاء أولاً.

ثانياً: قالوا: قد يكون في شريعة من قبلنا أن السجود كان قبل الركوع، ومثله -أيضاً- قول الله عز وجل: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران:١١٣]، وقد جاء في الحديث: (نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجداً) فمعنى ذلك أنه في شريعة من قبلنا كان لا مانع من القراءة حال السجود، لكن من المقرر في قواعد الأصول أن شرع من قبلنا ليس شرعاً لنا إذا جاء شرعنا بخلافه، وشرعنا اقتضى الترتيب بين الأركان، فلابد أن يكون القيام قبل الركوع، وأن يكون الركوع قبل السجود، وأن يكون السجود قبل الجلوس.