للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض السنن المتعلقة بيوم الجمعة التي لم يذكرها المالكية]

أيها الإخوة! هذا ما يتعلق بالجمعة من شروط وسنن، وهناك سنن أخرى لم يذكرها المالكية رحمة الله عليهم، ولعلنا نذكر هذه السنن فمنها: قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، فمن قرأ سورة الكهف كانت له نوراً إلى الجمعة التي تليها، وكذلك: الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عنه في الحديث أنه قال: (إن من خير أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا من الصلاة علي فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء).

وكذلك: الإكثار من الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها) عليه الصلاة والسلام.

كذلك: التنفل قبل الجمعة بغير عدد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وصلى ما كتب له أن يصلي) يعني: جئت قبل أن يصعد الإمام المنبر فصليت ركعتين، أو أربعاً، ست ركعات، ثمان ركعات، عشر ركعات، عشرين ركعة، فكله أجر.

كذلك: فقد حرم الله علينا البيع بعد النداء، وأوجب علينا السعي، ثم قال سبحانه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا} [الجمعة:١٠] لكن لو قال شخص: ما أريد أن أنتشر، أريد أن أبقى في المسجد فهو حر، ولا نستطيع أن نقول بأنه خالف السنة، والحقيقة أن بعضهم يقول: إن الأمر هنا للإباحة؛ لأن الأمر بعد الحظر يكون للإباحة كما في قوله: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة:٢] فهذا للإباحة وليس للوجوب.