للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التحذير من التكفير ومن الانتماء إلى الجماعات]

السؤال

قابلت رجلاً من بقايا جماعة التكفير، فكلمني عن علم الشيخ الألباني وفضله، وأنه من المجددين ومدحه، وأخبرني أنه لو عاش بيننا هذا العالم الهمام لتبرأ منا وأبغضنا مما وقعنا نحن فيه من الإرجاء، فأرجو من فضيلتكم قولاً جلياً مبيناً؟

الجواب

جماعة التكفير جماعة عفا عليها الزمن، وهي خوارج العصر، ولا ينبغي أن تناقش هذا أبداً، وفي الحقيقة عندنا شواذ، أحياناً يشذّون ويخرجون بأفكار، ومن ترك لنفسه حرية سب العلماء فكبّروا عليه أربع تكبيرات؛ لأنه سيبتلى بموت القلب؛ لأن هذا هو الثمن لسب العلماء.

هذه الجماعة بمصطلحات لبّسوها على الناس.

قالوا: علم جرح وتعديل، وهو أن تأخذ المحاضرات والندوات وتطبع الورق وتوزّع لسب العلماء، هذا هو الجرح والتعديل! اتق الله في نفسك، في الحقيقة ساءني ما رأيت في منطقة إنبابا من ورقة توزّع أو ورقتين، والله الذي لا إله غيره لم يسلم عالم منها، كل علمائي الذين أجلهم وقعوا فيهم، هذا مخرّف، وهذا مرجئي، وهذا سروري، وهذا اتحادي، وهكذا أخرجوا الجميع ولم يبق إلا هم، نسأل الله العفو والعافية، فيا عبد الله! حتى ولو كان في أخيك خطأ استر وانصح، ولا تهتك وتفضح، ولا تجعل طويلب العلم يتجرأ على العلماء، فهذه مصيبة كبيرة ابتليت بها الأمة، وهي صادرة لنا من المملكة، والغريب أن وراءهم الآن انقلب عليهم ينتقدهم، حتى إن أحد المنتمين إلى جماعة التكفير كفّر أباه وكفّر أمه، وكفّر البلد التي يعيش فيها، ثم في آخر الأمر كفّر نفسه نسأل الله العافية، فيا أخي الفاضل الكريم! انشغل بالعلم، وانشغل بالقرآن، وانشغل بالسنة، ولا تتتبع عورات العلماء، هذا زل في كذا، والشيخ الفلاني شطّف الشيخ العلّاني، وينقل من هنا إلى هنا، ولا ينقل إلا زلات العلماء.

والجماعات التي حازت عن منهج السلف نميّز فكرها ومنهجها، ونبين للناس الجماعات الحزبية الضالة، والتي ليست على منهج السلف، نبيّن عورها تماماً، وما ضاعت الأمة وما تأخرت إلا بسبب هذه الجماعات.

وأقول لأخي المسلم: احذر أن تقع فريسة حتى لا يؤخروك إلى أبد الآبدين، فاتق الله عز وجل.

هل كان أهل السنة يجرّح بعضهم البعض؟ هل حينما يعقد الإمام الشافعي لقاءً مع الإمام أبي حنيفة يقول: الجرح والتعديل في أبي حنيفة؟! من الذي قال هذا يا عبد الله! فاحذر أن تنتمي إلى أي جماعة، فالانتماء للجماعات بدعة عصرية وتفرقة للأمة، وقدح في وحدتها وحزبية بغيضة، فالذين يدعون إلى جماعات يطعنون الأمة دون أن يشعروا وهم خبثاء، ففي معظم المحاضرات لا يحضرون إلا لمشايخهم، ولا يأخذون العلم إلا ممن ينتمي إلى جماعتهم، والذي لا ينتمي إليهم لا يعرفونه وإن كان أعلم الناس، فهؤلاء يا أخي الفاضل العزيز! هم الذين فرّقوا الأمة، ويسمون أنفسهم بالجماعة الأم.

ونحن في الحقيقة لا نريد أن نقع في أحد، وإنما نبيّن الحق، والله تعالى أعلم.