للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر دعم السياحة الأجنبية]

ولعل من الأمور التي سببها أولئك: أن يدعموا السياحة الأجنبية، وهي من أهم مكائد الخطط الصهيونية، ولذلك ترون أشهر الفنادق في العالم على اختلاف أنواعها ودرجاتها ونجومها تحظى بفروع متعددة في دول مختلفة ولا يألون جهداً في التخريب والإفساد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، والأدهى والأمر من ذلك يا عباد الله أن كثيراً من البلهاء تسرق أموالهم وتسرق بعض ممتلكاته وهو في سكر أو عهر أو بغاء، إنه الجاني على نفسه.

وما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه

فانظروا يا عباد الله عظم خطر هذه المصيبة، وخطر هذه المشكلة على أنفسهم، وعلى بلادهم، بل حتى على عقائدهم ودينهم.

حدثني شاب أنه يعرف رجلاً قد جيء به إما هو أو صديقه قد جيء به ميتاً، يقول: إنه كان في حالة من الشرب والسكر وغير ذلك، كان ينتظر حبيبة له في أحد الفنادق، فلما تأخرت عنه وصل به الجنون ووصل به الأمر إلى حد غريب، فلما وصلت إليه ذكروا أنه سجد لها لما أقبلت، فانظروا أعظم خطرٍ وصل بهم، ووصل بالكثير منهم وهم في حالة الشهوات والخمور وغيبة العقول إلى أن يخرج الإنسان عن دينه عياذاً بالله من ذلك.

وأعداء المسلمين يوم أن رأوا أن المسلمين والعرب منهم خاصة لا يمكن الوصول إليهم بالسلاح غزوهم بغزو فكري وغزو خلقي وغزو جنسي، واستطاعوا بعد ذلك أن يجندوا أبناءهم ليكونوا في خدمتهم ولا عجب من ذلك يا عباد الله، إذ أن الشجرة لا يقطعها إلا غصن من أغصانها.

يقول زعيم طائفة المبشرين يوم أن اجتمع به عام (١٩٦٤م) على أغلب الظن، أنه لما اجتمع مع القسيسين وغيرهم وسألهم ماذا عملتم، فقالوا: قد نصرنا عدد كذا وكذا، ونصرنا عدد كذا وكذا، ولكن بعضهم رجع إلى الإسلام، ماذا قال القس صموئيل زومير الذي هو رئيس ذلك الاجتماع الذي عقد في القاهرة في ذلك العام؟ قال: اسمحوا لي معاشر المبشرين أنكم لم تعرفوا حقيقة التبشير حتى الآن، إن العرب المسلمين ليسوا بأكفأ أن يدخلوا في المسيحية ولكن يكفي أن تخرجوهم من دينهم حتى يعيشوا في الضلال والضياع.

انظروا إلى أعظم شيء في ذلك، وقال غيرهم: إن العرب لا يغزون بالسلاح وإنما يغزون بغزو فكري، إنه مؤكد ولكنه بطيء، فماذا بعد الأخلاق إذا انهارت؟ وماذا بعد المروءات إذا تكسرت؟ وماذا بعد الشيم إذا ماتت؟ ماذا يبقى للناس من دين أو عقيدة يدافعون عنها، أو أعراض يموتون دونها، أو شمم وإباء ورفض للضيم؟ بعد ذلك تصبح النفوس كنفوس الديوثين والخنازير، إذا وقعوا في ألوان الانحلال والشذوذ عياذاً بالله من ذلك.