للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر السفر في الخاتمة السيئة]

ومن أعظم المصائب والجرائم التي يجرها كثير من أولئك الذين يسافرون تلك البلاد أن الكثير منهم يموت في تلك البلاد على أسوأ خاتمة وأسوء حالة، كيف حاله إذا كان الناس يبعثون يوم القيامة على ما ماتوا عليه؟ إذا مات الإنسان شهيداً بعث شهيداً، جرحه يثعب دماً، اللون لون دم والريح ريح مسك، إذا مات الإنسان محرماً فإنه يكفن في إحرامه ولا يغطى رأسه لكي يبعث يوم القيامة ملبياً، إذا مات الإنسان ساجداً بعث يوم القيامة ساجداً، فما حال من مات وهو في أحضان باغية؟ ما حال من مات وهو عند فرجها؟ ما حال من مات وهو بين مجموع من ألوان المصائب والبلاء والخمور وغيرها؟ كيف يبعث يوم القيامة وعلى أي حال يبعث؟!

وا سوءة الحال من حال كتلك وا سوءة الأمر في حال كتلك

نسأل الله جل وعلا أن يثبتنا على دينه، وأن يحسن خاتمتنا وأن يتوفانا على أحسن حال ترضيه إنه سميع كريم مجيب.

عباد الله لا تظنوا أن هذا الكلام فيه ضرب من المبالغة، اسألوا الصالات الدولية في المطارات المتعددة كم استقبلوا من جثة في أقرب عطلة انتهت، عطلة الربيع الماضي، كم استقبلوا من جثة شاب جيء بها في التابوت، ذهب يمشي وعيد به محمولاً، أي مال أنفقه؟ وأي جهد ضيعه؟ وأي فريضة ضيعها؟ وأي فاحشة ارتكبها؟ انظروا إلى عظم هذا الأمر الذي يقع فيه كثير من الناس، أسأل الله جل وعلا أن يمن على شباب المسلمين، وأن يهديهم، وأن يفوقهم إلى ما يحبه ويرضاه، ثم اعجبوا بعد ذلك يا عباد الله بمجموع هذه المشاكل ومجموع هذه المصائب التي يسببونها لأنفسهم ولأموالهم ومعتقداتهم وغير ذلك، يسببون أيضاً مشاكل لا حصر لها للجهات الرسمية التي تمثل بلادهم.

والذي يعرف واحداً خاصة في البلدان التي تشتهر بالسياحة وما تحت السياحة من ألوان مزركشة وما دونها من بلاء، فليسأله إن كان له في الجهات القنصلية أو السفارات أو غيرها ليسمع منه العجب العجاب في حال بعض الذين يذهبون إلى تلك البلاد، ويعودون بأسوأ سمعة لدينهم وبلادهم، نسأل الله أن يتوب علينا، ونسأله جل وعلا أن يهدي شباب المسلمين وأن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وأسأله أن ينفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.