للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العداوة سنة ماضية]

أيها الأحبة: إن العداوة موجودة عداوة من الشيطان، وعداوة من الإنسان للإنسان، وعداوة من البنات والبنين والزوجات، وعداوة من الأموال، وعداوة في كل شيء، وإننا يوم أن نقول لرجل: إن عدواً يتربص بك الدائرة عند الباب، ثم ترى هذا الرجل يخرج يقلب كفيه وينظر في عطفيه غير مبالٍ بما حذر منه، نرى فيه لوثة من الجنون، لأن عدواً يتربص به فلا يستعد لمواجهته فما بالنا؟ وأي لوثة بلغت في ضعف إيماننا حتى أصبحنا نتقلب في أحوال ربما قادتنا فوق المعصية إلى فتن عظيمة من غير أن نأخذ سلاحاً نتقي به العداوة؟ أيها الأحبة: لا أحد يسلم من العداوة أبداً، لا تظنوا أن أحداً يسلم من العداوة

ليس يخلو المرء من ضدٍ ولو حاول العزلة في رأس الجبل

إن نصف الناس أعداءٌ لمن ولي الأحكام هذا إن عدل

هذا الكلام يقال للقضاة أيضاً، القاضي العادل نصف الناس أعداءٌ له الذين حكم عليهم.

إن نصف الناس أعداءٌ لمن ولي الأحكام هذا إن عدل

هذا مع أنه قضى فعدل، ومع ذلك الناس أعداء له.

وقال الآخر:

لو كنت كالقدح في التقويم معتدلاً لقالت الناس هذا غير معتدل

لو كنت في قمة الاعتدال كالقدح، لقالت الناس: هذا إنسان غير معتدل، وما يسلم أحد من عداوة أبداً، وكما قال موسى عليه السلام: يا رب! إن بني إسرائيل يؤذونني.

فقال له: يا موسى! قد سألت لنفسك ما لم أجعله لنفسي، ألم تقل اليهود: يد الله مغلولة؟ ألم تقل اليهود: إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء؟