للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الموقف السلبي من زوجة الابن]

إذاً ينبغي أن ننتبه لهذه الأمور، وأن نكون أعواناً لبناء الأسر والمجتمعات، لا أن نكون سبيل تفريقٍ في هذه الأسر.

إن بعض الآباء والأمهات حينما لا يعجبهم سلوك زوجة ولدهم أو يحدث شيءٌ من الخلاف، أول ما تقوله الأم: إن كنت رضعت هذا الثدي مني حلالاً فلا ينبغي لك أن تبقى مع هذه المرأة، بل طلقها.

وامرأةٌ تقول لابنها: حرامٌ عليك ثديٌ رضعت منه حتى تطلق فلانة بنت فلان، وأبٌ قد يكون له مشكلةٌ مع آخرين، قد يكون من قبيلةٍ أخرى، أو من فخذٍ آخر، أو عنده مشكلة تافهة، فلا ينتقمون إلا بطلاق الضعفاء المساكين.

ما ذنب النساء أن يكن وسيلةً عند غضبٍ يطلقن؟! وعند كراهةٍ يطلقن؟! وعند أدنى مشكلةٍ يطلقنَ؟! هذا أمرٌ جد خطير فانتبهوا لذلك يا عباد الله! وإن من الناس من دعي عليه بسبب فعله هذا، فاستجاب الله دعوة تلك المظلومة على من أشار على ولدها بالطلاق، فبقيت في مصائب ومناكد كثيرة، بسبب ما أشارت به؛ ليست لأمرٍ شرعيٍ وليس لسببٍ معقول، إنما هو لحقدٍ أو لبغضاءٍ على أسبابٍ تافهةٍ من الأمور.

فليتق الله أولئك، وليقولوا قولاً سديداً، ولا يحرضوا أولادهم على طلاق زوجاتهم، فإن وجدوا شيئاً من عدم العشرة، أو عدم سلوك زوجة الولد معهم، فلا بأس أن يكونوا عوناً لولدهم، فليعينوه على اتخاذ مسكنٍ قريبٍ منهم، كي يكونوا بالقرب منه، ويكون الولد مع زوجته، لا أن يخسروه خسارةً عظيمة، ويكلفوه تكاليف باهظة في زواجٍ من زوجةٍ ثانية، بعضهم يقول: طلقها، ولا يهل هلال شهرٍ قادمٍ إلا وقد زوجتك بغيرها.

ما الذي دعاك إلى هذا؟ وما الذي حدا بك إلى هذا؟ وأنت تعلم أن هذا الولد المسكين ما تزوج إلا راغباً محتاجاً، وقد تعب في سبيل ذلك أشد التعب، فكل هذه الأمور من المخالفات الاجتماعية، ومن الصور الاجتماعية التي يقع فيها كثيرٌ من المسلمين نسأل الله أن يمن علينا وعليهم بالهداية.

فاتقوا الله يا عباد الله! ولا تشيروا على أحدٍ بالفراق، ولا تعينوا أحداً على طلاق، وكونوا أسباباً وسبلاً ميسرةً لجمع الأسر والمجتمعات، يثبكم الله على هذا خير الثواب، ويجزيكم به خير الجزاء، ويكون ذلك في خالص أعمالكم في موازينكم يوم تلقون ربكم جل وعلا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أرشد ضالنا، اللهم علم جاهلنا، اللهم تب على مذنبنا ومن كان فينا عاصياً، اللهم تب علينا أجمعين، اللهم أحينا على الإسلام سعداء، وتوفنا على التوحيد شهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء، اللهم إنا نسألك توبةً قبل الموت، وراحةً عند الموت، ونعيماً بعد الموت، اللهم أبرم لأمتنا أمر رشدٍ يعز فيه أهل طاعتك، اللهم أبرم لأمتنا أمر رشدٍ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

اللهم آمنا في دورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهد إمامنا، اللهم وفق إمامنا، اللهم أصلح إمامنا، اللهم اهد إلى كتابك وسنة نبيك إخوانه وأعوانه، اللهم اجمعهم على كتابك وشرعك، اللهم وحد شملهم، واجمع صفهم، ولا تشمت بهم حاسداً، ولا تفرح عليهم عدواً، وسخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرض بقدرتك، واجعلنا وإياهم عاملين بكتابك وسنة نبيك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك التوبة والإنابة والاستدراك قبل الفوات، والاستعداد قبل الممات، اللهم اختم لنا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، اللهم اختم بها آجالنا، واقرن بالعافية غدونا وآصالنا، واجعل اللهم إلى جنتك مصيرنا ومآلنا، اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا حيران إلا دللته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عقيماً إلا ذريةً صالحةً وهبته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

اللهم أعنا على ما أعنتهم عليه، اللهم أعنا على ما أعنتهم عليه.

لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، اللهم يا من لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، اللهم يا من لا يعجزه شيءٌ في كل مكان، اللهم إنا نسألك أن ترينا في الفرس الشعوبيين الزنادقة الفجرة، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم اجعلهم طوائف مختلفة، اللهم اجعلهم أحزاباً متنافرة، اللهم أنزل حيلهم بينهم، اللهم أنزل سوط عذابك عليهم، اللهم عجل زوالهم، اللهم قرب فناءهم، اللهم أحصهم عدداً، وأهلكم بدداً، ولا تبق فيهم أحداً، بقدرتك يا جبار السماوات والأرض، فإنك لا يعجزك شيءٌ يا قيوم السماوات والأرض.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة، وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:٩٠] فاذكروا الله العلي العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.