للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصائح وتوجيهات لمن أرادت حفظ القرآن]

السؤال

فتاة تريد تعلم القرآن وحفظه ولكن حفظها ضعيف، فكلما حفظت شيئاً نسته؟

الجواب

أولاً: ننصحك بترك المعاصي يقول الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يؤتاه عاصي

ثانياً: اختيار الأوقات المناسبة: والمجرب أن وقت ما قبل الفجر وبعد الفجر مناسب للحفظ بإذن الله جل وعلا.

أيضاً لو أن الإنسان اجتهد أن يحفظ ثم ينام بعد ذلك، يعني: لو جعلت هذ الفتاة حفظها في الليل بعد العشاء بأن حفظت صفحتين ثم نامت بعدها، فالغالب أن النوم وعاء الحفظ، لأن هذا مجرب، أيام الامتحانات إذا ذاكرت الفتاة معلومات مثلاً في الفيزياء أول ما تستيقظ وتغسل وجهها فالذي على لسانها آخر معلومة تكون قد دخلت في رأسها قبل النوم، فآخر ما يدخل هو الذي يثبت، فنقول: النوم وعاء الحفظ، لا بأس أن تحفظ قبل نومها، وفي آخر الليل إذا استيقظت، وبعد صلاة الفجر، ونوصيها بأن تتهجد بالقرآن، فإن التهجد بالقرآن يعين على حفظه، ولا حرج أن تقوم الواحدة تتهجد في البداية وتفتح المصحف أثناء التهجد في الليل، يعني: ليس من شرط التهجد أن يقرأ الإنسان من حفظه، بل بإمكان الفتاة أو بإمكان المرء أن يقوم ويتوضأ ويفتح المصحف ويقرأ.

كذلك من الوسائل المعينة: ألا يغير الإنسان المصحف الذي يحفظ فيه، فتجد الإنسان تارة يحفظ في هذا المصحف الطبعة العثمانية وبالرسم العثماني، وهذه الطبعة الفلانية وهذه الطبعة الفلانية، هذا أدعى ألا يثبت في الذاكرة موقع الآيات من الصفحات والأسطر؛ لأن كثيراً من الناس ذاكرته بصرية، يعني: البصر هو الذي يحفظ موقع الآية وموقع الحرف من الصفحة، فننصح إذا أرادت أن تحفظ أن تبدأ بمصحف ولا تغير الحفظ في أي مصحفٍ سواه، ولا حرج أن تجعل عندها ثلاث أو أربع نسخ حتى تستطيع أن تجعله في أكثر من مكان، في مدرستها، في بيتها، في أماكن أخر، بحيث لو أرادت أن تقرأ تقرأ في نفس المصحف الذي تعودت أن تقرأ فيه.

وكذلك من الوسائل المعينة: العناية بالحضور إلى دور القرآن الكريم والحفظ فيها، والمواصلة؛ لأن الحفظ لا يتم بأن الإنسان يحفظ يوماً ويضيع أسبوعاً ويحفظ يومين ويضيع ثلاثة أيام، هذا يتفلت سريعاً، إنما الحفظ لمن تابع.

أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ سأنبيك عن تأويلها ببيان

ذكاء وحرص واجتهادٌ وبلغة وصحبة أستاذٍ وطول زمان