للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الذهاب إلى المشعوذين لطلب السعادة]

السؤال

كثير من النساء إذا حدث بينها وبين زوجها مشاكل ذهبت إلى المشعوذين وتركت العلاج الحقيقي؟

الجواب

هذا سؤالٌ طيبٌ وجيدٌ، وهذا مما ابتليت به كثيرٌ من فتياتنا وبناتنا في هذا الزمن، ربما الواحدة قالت: أنا أعرف لك امرأة تصرفه، والأخرى تقول: أنا أعرف امرأة تجعل الأحوال بينكم سعيدة، وربما من يقول: أنا أعطيكم بخوراً تجعلونه في البيت يطرد الشياطين ويجلب السعادة، وهذا خطيرٌ جداً ربما اعتقدت هذه التي تناولت وأخذت هذا الدواء أن هذه المرأة أو هذا البخور أو هذا الدواء هو الذي يجلب السعادة، والله جل وعلا هو الذي يكتب السعادة، وهو الذي يمنحها الطائعين التائبين من عباده، الله جل وعلا يقول: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} [الجاثية:٢١].

لا تستوي المرأة ذات المعاصي مع المرأة صاحبة الطاعة، فصاحبة الطاعة سعيدة كما أن صاحبة المعاصي شقية ولو ظنت أنها سعيدة في بعض الأمر؛ لكن شقاءها الحقيقي دائم ومستمر، تلك التي تستمرئ المعاصي وتتعود على فعلها.

فالواجب على المرأة المسلمة أن تستعين بالله حينما يصير بينها وبين زوجها مشاكل: أولاً: ألا تخبر أهلها، ولا تخبر أحداً من الناس.

ثانياً: أن تتضرع إلى الله جل وعلا: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نابه أمرٌ فزع إلى الصلاة) فتتضرع إلى الله وتتوضأ وتتهجد، وتسأل الله أن يرفع الفتنة والمشكلة التي حصلت بينها وبين زوجها، وألا يفرق بينها وبين بعلها، وأن يجمع شملها، وتلجأ إلى الله لجوء الصادق المضطر، الغريق في لجة البحر، ثم بعد ذلك ستجد أن الفرج بإذن الله مع حسن الأدب، وعلى أية حال كل امرأة تعفو عن زوجها، وكل زوجٍ يعفو عن زوجته، وكما قال أبو الدرداء: [احملي عني وأحمل عنك].