للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علاج الضيق والكآبة]

السؤال

فضيلة الأخ السلام عليكم أما بعد: مع بدء الإجازة يروج سوق ما يسمى بالملاهي والحدائق النسائية، ولا يخفاكم ما في خروج المرأة من أضرار جسيمة، لا سيما إذا كان خروجها من غير هدفٍ أو حاجة، وقرارها في بيتها هو الأصل، والمشكلة التي تواجهنا في التوعية من خطر هذه الملاهي الاحتجاج بنساء المشايخ وطلبة العلم وحضور النساء الملتزمات لهذه الملاهي، ولما لكم من أسلوبٍ مؤثر على جميع المستويات، فأرجو تناول هذا الموضوع من خلال درسٍ خاصٍ أو خطبة جمعة وتوصية كلمةٍ للمشايخ وطلبة العلم بمنع نسائهم من ارتياد هذه الأماكن، وكلمة خاصة للمسلمات الملتزمات لمحاربة هذه الأماكن، لا يخالكم إلا أن تعطوا الموضوع أهمية؛ لأنه فيه مخاطرة، وجزاكم الله خير الجزاء؟

الجواب

على أية حال هذه من المسائل المهمة، وكما قلنا في بداية هذه الكلمة أو المحاضرة كما قال الشاطبي رحمه الله:

ولو أن عيناً ساعدت لتوكفت سحائبها بالدمع ديماً وهطَّلا

ولكنها عن قسوة القلب قحطها فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا

العمر يمضي والقبر هو النهاية، والموت لا ندري متى يصل، وكثيرٌ من الأخوات كلما وجدت من نفسها ضيقاً أو من صدرها كآبة قالت: أذهب إلى الملاهي لأجد راحة، إذا وجدنا امرأة جائعة نقول: اشربي قازاً لأجل تشبعين! لا.

القاز ليس هو غذاء الجوع، لو وجدنا رجلاً عطشان نقول له: كل حصى! ليس الحصى هو علاج العطش، فكذلك الذي في قلبه من الكآبة والضيق ليس علاجه الأغاني والملاهي والحدائق العامة، علاج القلب ذكر الله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:٢٨].