للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة لإغاثة المسلمين في كوسوفا]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، وتذكروا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه) والله عز وجل يقول: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال:٧٢].

أيها الأحبة في الله! من واجب النصرة، ومن واجب الأخوة، ومن واجب الموالاة بين المسلمين أن نلتفت لإخواننا وأن نشاطرهم كما شاطرنا غيرهم من قبل -من فعل ذلك محمودةٌ سيرته- وأن نشاطرهم ما نلذُ فيه من مطعمٍ ودخلٍ ومأكل ومشرب، فلو أن كل واحدٍ منا جعل لقضية المسلمين في كوسوفا جزءاً معيناً من دخله: (٥%)، (٣%)، (٢%) شهرياً حتى نتبنى ما نستطيع من خلاله أن نحافظ على هوية المسلمين.

أن نتبنى ما نستطيع من خلاله أن نحافظ على دينهم وعلى عقيدتهم، وعلى ملتهم، وأن نحافظ على هويتهم وانتمائهم لبعضهم، فإنهم إن ذابوا في ظلمات أمواج بحرٍ لجي في أوروبا، فما أعسر وأشد عودتهم إلى دينهم إلا أن يشاء الله.

ولذا ومن منطلق الأخوة والولاء ظهر وصدر أمرٌ سامٍ كريم من خادم الحرمين الشريفين، متع الله بحياته على طاعته ونفع به الإسلام والمسلمين، حيثُ أمر بتشكيل لجنةٍ في ظل رابطة العالم الإسلامي، تنفذ أنشطتها هيئة الإغاثة الإسلامية وذلك لجمع التبرعات للمسلمين.

وتظل هذه الهيئة مستمرةً في متابعة ورعاية قضايا المسلمين في كوسوفا والمهاجرين والأيتام والمشردين ومن في الداخل وغيرهم، إلى أن تنتهي القضية كما فعل حفظه الله من قبل بقضية المسلمين في البوسنة، ولقد وصلت ولله الحمد بوادر الدعم في طائرات محملة بالعديد من الخيم والطعام والدواء والشراب واللباس، فالله الله يا عباد الله، فإن ما تبذلونه هو درعٌ يقيكم، وإن ما تبذلونه هو سهامٌ في صدور أعدائكم، وإن ما تبذلونه هو حسناتٌ تقدمونها بين أيديكم، يقول العبد: مالي مالي، قال صلى الله عليه وسلم: (يقول ابن آدم: مالي مالي، وليس لك من مالك إلا ما لبست فأبليت، أو تصدقت فأبقيت).

وأما ما بقي -يا عباد الله- فهو مالٌ للوارث.

فيا أيها الأحبة! الله الله اجتهدوا وتعاونوا، وإننا بإذن الله سوف نجمع تبرعاتٍ لإخوانكم في الجمعة القادمة من خلال شبابٍ عليهم زيٌ معين، حتى لا يتسلل لصٌ في ظل الجمع لإخوانكم ليأخذ شيئاً من حقوقهم ونصيبهم، فإنا نرجوكم أن تجتهدوا في جمع ما تستطيعونه، والجمع ممن تعرفونه، وأن تبذلوا من أنفسكم ما استطعتم حتى تجمع وتُسلم لهذه الهيئة التي شرفتُ أن أكون واحداً من أعضائها، أسأل الله عز وجل أن يقبل ما تفعله هذه البلاد المباركة للمسلمين، وأن يجعله خالصاً لوجهه، وأن يدفع بذلك البلاء عنا وعن ولاة أمرنا وعلمائنا وعن المسلمين يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم أحسن خِتامنا، واستعملنا في طاعتك، وتوفنا على أحسن حالٍ ترضيك عنا، وابسط اللهم لنا في عافية أبداننا وسعة أرزاقنا، وصلاح وإخلاص أعمالنا، وصلاح ذرياتنا، اللهم صل على محمدٍ وآله.