للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال النساء والأطفال في البوسنة]

جاءت ورقة من أحد من المعتقلات التي تقبع فيها مئات المسلمات البوسنيات، وفي هذه الورقة استفتاءٌ يقول: يا علماء الإسلام! يا دعاة الإسلام! نحن عددٌ من المسلمات البوسنيات نقبع منذ أشهر في هذا المعتقل الذي يقف الصرب على رءوسنا، ونحن الآن حبالى من الزنا، ويتحرك الجنين في أحشائنا من الزنا، فأفتونا مأجورين، هل ننتحر أم نجهض الجنين، أم ماذا نفعل؟ الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! أيهنأ للمسلمين طعام؟ أيلذ لهم شراب؟ أيطيب لهم سكن؟ وأخواتهم يغتصبن صباح مساء، وقبل أن أفيض في هذا الأمر أعود بالذاكرة إلى الوراء لنفهم قول القائل:

حكمنا فكان العدل منا سجيةً فلما حكمتم سال بالدم أبطح

ولا عجبٌ ذاك التفاوت بيننا فكل إناءٍ بالذي فيه ينضح

أعود بالذاكرة إلى الوراء يوم أن بعث الأسبان النصارى في عهد طارق بن زياد بعثوا إليه رسالة يدعونه أن يفتح بلادهم وأن يخضعها للإسلام، لماذا؟ يوم أن اغتصب الملك لذريق وحاشيته من ملوك النصارى اغتصبوا فتاةً نصرانية أسبانية جميلة، اغتصبوها ولم يسلم ذلك الرجل والدها من بطش الملك وأعوانه، فصاح وصاح من معه المنتظرون تعليق الجرس صاحوا يقولون ويهتفون ويستغيثون: يا طارق بن زياد! خَلِّصْنا مما نحن فيه، فجاء طارق بن زياد ومضى بجيشه إليهم، وفي الطريق لم يجد الناس ماءً واحتاجوا إلى الماء فقام طارق واستسقى وفصل الصغار عن الكبار، والرجال عن النساء، ثم قام يدعو ويستغفر ويخضع وينكسر لله رب العالمين، فقال أحد المصلين: هلا ذكرت أمير المؤمنين، فقال طارق: هذا مقامٌ لا يذكر فيه إلا الله، فانفتحت أبواب السماء بمطرٍ كأفواه القرب، ومضى بجيشه وخَلَّص شعب الأسبان من طغيان النصارى.

أيها الأحبة: يوجد خمس وثلاثون ألف سيدة وفتاة في معتقلات النصارى، في معتقلات الصرب الأرثوذكس، هؤلاء فقط من الذين خُصصن لتسلية الجنود الصرب، خمسة وثلاثون ألفاً في جميع المعتقلات خصصن لتسلية الجنود الصرب، فأين حقوق المرأة؟ وأين جمعيات النساء؟ وأين جمعيات حرية المرأة وكرامة المرأة؟ في معتقل كولي القريب من سراييفو فتحت الأبواب لمائة وأربعين امرأة في الأشهر الأخيرة من الحمل سفاحاً بالزنا من الصرب؛ لأنهن لم يعدن صالحات لمتعة الجنود.

وفي معتقل أمارتكو وتشرلنوبين يجمع الصرب العائلة ويغتصبون الفتاة أمام أهلها، ولا تسأل عن أعمار الصبايا من الحادية عشرة إلى الثلاثين، كل من كان في هذا السن وحوله لا يسلم من الاغتصاب.

أيها الأحبة: أما الأطفال الذين شردوا والذين هجروا وبيعوا وحيل بين المسلمين وبين بعضهم، قطع الطريق على بعض المسلمين أن يراهم مندوب التنسيق للمنظمات الإسلامية الأوروبية يقول: في ألمانيا ذهبنا إلى أحد الملاجئ التي فيها أطفال المسلمين فأردنا الدخول فمُنعنا، ثم أردنا الدخول فمنعنا، وقد علمنا أن قسيساً بالأمس دخل على هؤلاء الأطفال وأخذ يغني لهم عن المسيح والمخَلصْ.