للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كلمة للأثرياء وأصحاب الأموال]

هذه كلمة للأثرياء، إلى أثرياء المسلمين، إنهم يستطيعون -بعون الله، ثم بحسن نيتهم- أن يغيروا معالم السياسة الأوروبية خاصة والمواقف الغربية عامة، لو وجدت أموالهم طريقاً إلى موقعها الطبيعي، إنها مصيبة أن تجد مسلماً أمواله في بنك منهاتن أو أمواله في البنك الألماني، أو أمواله في جنيف، من أمواله تبنى البارات، ودور الخنا والزنا، ودور العهر والفساد، من أمواله تُستثمر أو تَستثمر مصانع الأسلحة الذي يذبح بها المسلمون، ولو أنه عرف مكان ماله المناسب لعرف أن الطريق لماله الطريق الطبيعي لماله أن يذهب لكي ينفجر الريال قنبلة في رأس كل كافر من أعداء الإسلام، هذا هو الطريق الطبيعي لأرباب الأموال، ولكن ماذا نفعت كثيرٌ منهم أموالهم، مات كثير من الأثرياء، فدفن كالجيفة، وجاء الدود ليقول له: ليس لك حقٌ في كفنك، خلي بيننا وبينه نقرضه ونقزمه ونأكله، وترك الأموال خلفه، وتشاتم الورثة بعده، وربما لعنوه وسبوه؛ لأنه لم يحسن الاستثمار، أو لم يغتنم الفرص التي مرت، الأموال وبالٌ على أصحابها.

أصحاب المليارات أصحاب الملايين أقول لهم: زوروا المقابر، انظروا قبور الملوك، هل عند قبر الملك حارس؟ وانظروا قبور الأثرياء، هل عند قبر الثري شيء؟ وانظروا قبور الوزراء، هل عند قبره موظف؟ وانظروا قبور الأمراء، هل عند قبره خادم؟ لن ينفعك إلا ما قدمت (يقول ابن آدم: مالي مالي مالي، وليس لك يا بن آدم من مالك إلا ما لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، وما سوى ذلك فليس بمالك) أقول للأثرياء: تسلطوا على الأموال، أحرقوها في سبيل الله، أطلقوها في السلاح، أطلقوها في القنابل، أطلقوها في المتفجرات.

أتعلمون أيها الأحبة: أن القرن الأفريقي لو تسلطت عليه أموال المحسنين المسلمين لحولت المسلمين إلى قوةٍ عسكرية تطرد جميع القوى الغاشمة، ويحكم بكتاب الله وبسنة رسوله في القرن الأفريقي، وكذلك أوروبا، كل من قابلنا من البوسنيين ومن العرب ومن غيرهم يقولون: نريد سلاحاً، نريد سلاحاً، تمر الدبابة وليس في حوزة الجندي إلا كلاشنكوف، كيف يواجهها؟ يريد سلاحاً وقنبلة وصواريخ، مع أن الصرب الذي يستخدم الجيش الاتحادي عنده الطائرات والدبابات والراجمات والمدافع الثقيلة، وإخوانكم ليس عندهم إلا الكلاشنكوف.

وأبشركم أنهم غنموا غنائم طيبة وقتلوا قتلاً جيداً في رقاب الصرب، ولكن بحاجةٍ إلى السلاح؛ لأن حجم المعركة أكبر مما نتصور.

أيها الأحبة: إننا نريد أن نريق دماءنا باختيارنا، نريد أن نصب دماءنا بإرادتنا، في الزمان والمكان الذي نريده، لا أن نجر كما تجر الشياه من الحظيرة فتذبح في المكان الذي يختاره الجزار، طالما أن الدم مراق، وأن الروح تزهق، وأن النفس متصاعد، نريد نحن أن نختار مكان الموت، وساعة الموت، وطريقة الموت، والقضية التي من أجلها نموت.

ختاماً: أيها الأحبة: قضية البوسنة بحاجةٍ إلى دعايةٍ إعلامية، بحاجة إلى إعلام، أن تتابعوا ذلك، وإني أدعو الشباب المسلم وخاصةً من يجد في نفسه كفاءةً صحفية أن ينسق مع الإخوة هناك في كرواتيا، وفي البوسنة؛ لكي تنشأ مجلةٌ على غرار مجلة المجاهد والجهاد والبنيان المرصوص، تنشأ مجلة اسمها طلائع الفتح في أوروبا، أو بأي اسم آخر المهم أن توجد مجلةٌ أسبوعية أو نصف شهرية، ومن ثم يكون للمسلمين في كل مدينة مكتب متخصص لأخبار وقضايا البوسنة والهرسك، ومن خلاله يكفل الأيتام، وتقدم الكفارات، وإفطار الصائم، وإطعام المساكين.

ثم بعد ذلك -أيها الأحبة- سيأتي فصل الشتاء والبرد القادم، لقد زرنا مخيمات البوسنيين، فوجدناهم يسكنون في ورشٍ قديمة مهجورة، ماذا تفعل هذه الورش إذا بلغت درجة الحرارة خمسة عشر تحت الصفر، وعشرين تحت الصفر؟ ماذا ستفعل هذه المظلات؟ أو أماكن قديمة، والناس بأمس الحاجة إلى معونة الشتاء القادمة، وأحوج منهم الذين هم في براجدة وسراييفو وبعض المناطق التي تشهد شتاءً قارساً قد ظهرت بدايته من الآن.

فيا أيها الأحبة: لا تنسوا إخوانكم، ادعموهم وأعطوهم وابذلوا لهم واسألوا الله أن ينصرهم بنصره، وإنَّا لعلى أملٍ من الله عظيم أن تتحقق سنته في نصرة الإسلام وذلة الظلمة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين.

اللهم آمنا في دورنا، اللهم آمنا في دورنا، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم لا تفرح علينا ولا على بلادنا أو علمائنا أو حكامنا حاسداً، ولا تشمت بنا عدواً، اللهم اجمع شملنا على ما يرضيك، اللهم إنا نرى في عبادك صوراً من الفرقة والشتات أورثت جوعاً وفقراً وتشريداً ومرضاً وقتلى، اللهم فجنبنا ذلك كله، وارحمنا برحمتك، وسخر لنا ملائكة السماء وجنود الأرضين بقدرتك.

اللهم انصر المسلمين في البوسنة والهرسك، اللهم انصر المسلمين في البوسنة والهرسك، اللهم انصرهم، اللهم أطعمهم، اللهم اكسهم، اللهم اسقهم، اللهم اجعل شتاتهم دولة، وضعفهم قوة، وتفرقهم اجتماعاً، اللهم أعزهم، اللهم أنزل الرعب في قلوب أعدائهم، اللهم سدد رصاصهم، اللهم عليك بالصربيين، ربنا أهلكهم، واجعلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً، واجعلهم عبرةً لمن بعدهم وحولهم ومن وراءهم يا رب العالمين.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا.

اللهم صلِّ على محمدٍ وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف أمراضنا، اللهم داوِ أسقامنا، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفتيه، ولا عقيماً إلا ذريةً صالحة وهبته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.