للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تاريخ كشمير مع الإسلام والمسلمين]

ما تاريخ هذه الولاية مع الإسلام والمسلمين؟ في أواخر القرن الرابع عشر قَدِم داعيةٌ مسلم اسمه: بلبل شاه، قدم هذه البقعة الجميلة، فدعا مَلِكَها الذي يسمى: رينجن شاه، فأسلم الملك البوذي، واختار لنفسه اسماً إسلامياً، فتَسمى بـ صدر الدين، وأسلم معه كثيرون من القادة ورجالات الدولة.

واستمر الحكم الإسلامي في كشمير حتى سنة (١٨١٩م) حيث استولى عليها السيخ.

وفي عام (١٨٤٦م) احتلها منبع كل شر، وأصل كل فتنة، ودعاة كل فرقة، احتلها البريطانيون الإنجليز، ثم قام الإنجليز ببيع الولاية وسكانها إلى طائفة من القبائل الهندوسية والوثنية، واسمها: الدوجرة، باع البريطانيون المسلمين والإقليم الذين يعيشون عليه {بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف:٢٠] بِيْع الرأس المسلم ذكراً كان أم أنثى، صغيراً أو كبيراً بسبع روبيات.

وفي تلك الفترة نشأت حركة التحرير لولاية جامو وكشمير، بقيادة مؤتمر مسلمي جامو وكشمير، وكانت تلك الحركة تهدف إلى إنقاذ الولاية المسلمة من براثن الملك الهندوسي هيري سنغ، وانضمامها إلى دولة الباكستان المجاورة، فتحرك العملاء ونشط المفسدون وأسسوا حزب المؤتمر القومي لولاية جامو وكشمير؛ لأجل إفساد عمل المسلمين والسعي إلى انضمام الولاية إلى الهندوس، وهذه مصيبة كل المسلمين في هذا الزمن؛ أن تتسلط الأقليات المنحرفة الكافرة على الأغلبيات المسلمة الصالحة؛ أن يتسلط الكفار على المسلمين، ولا أستثني إلا بقاعاً معدودةً محدودةً على وجه الأرض.

لقد تحركت الشبيبة المسلمة في كشمير، واستبسل المسلمون وقاموا بتحرير جزء كبيرٍ من ولايتهم على إثر تلك الإهانات والخيانات، وسَمَّوا ما حرروه: كشمير الحرة، عام: (١٩٤٧م) واستطاعوا بفضل الله أن يخيبوا وينقُضُوا بمنطق القوة تلك الاتفاقية التي أجراها الملك الهندوسي، والتي تنص على إبقاء وضع كشمير كما هو معلقاً لا يُحسم حسبما وعدوا سلفاً، وما أكثر مواعيدهم، وعدوا أن الشعب الكشميري هو الذي يقرر مصيره بنفسه بأن ينضموا إلى الهند أو إلى الباكستان، ولكن لم يفُوا بهذا.

ولم يقف الظلم عند هذا الحد، بل تعدى الملك الهندوسي وتسلط فأبرم اتفاقيةً أخبث من آنفة الذكر بعد فراره على إثر حملات التحرير المسلمة من قبل الشباب المسلم، حيث وقَّع اتفاقيةً بموجبها يضم كشمير إلى الهندوس، والعجيب أن يتم هذا ويجثم الهندوس على صدور المسلمين في المناطق التي لم تحرَّر من كشمير في وقتٍٍ تتابعت فيه تصريحات زعماء الهندوس السابقين واللاحقين، ومن أبرزها: تصريحات عديدة للهالك جواهر لال نهرو، حيث يقول: إن ضم أي إقليم أو ولاية متنازَعٍ عليها ينبغي أن يبت فيها طبقاً لرغبات الشعب، وإن شعب كشمير سوف يقرر مسألة الانضمام إلى من شاء.