للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خيانة الهندوس لأبناء كشمير]

أيها الإخوة: لقد كانت القرارات الدولية المتعلقة بتقسيم منطقة جنوب آسيا عام: (١٩٤٧م) تنص على: أن تنضم ولاية جامو وكشمير لـ باكستان، وفقاً للقرار القاضي بأن المناطق ذات الأغلبية المسلمة تنضم إلى الباكستان، ولكن وعلى إثر تلك الاتفاقية الزنيمة استعمل الهندوس المحتلون ما ورد فيها، وجعلوا ذلك ذريعةً للسيطرة على الولاية وأهلها، فانتشر الجيش الهندوسي مع جيش الرئيس الدعي الفار، وبتأييد من روسيا، وبدءوا مسلسل القتل والنهب والهتك والحرق على فصول داميةٍ أليمةٍ، لم تنتهِ حتى هذه الساعة.

وفي تلك الفترة هرب ما يزيد على نصف مليون مهاجر إلى الباكستان، وقامت الحكومة الهندوسية، فأعلنت خدعةً لمن يريد السفر إلى باكستان أنها سوف تساعده، ولا تمانع من هجرته، فلما اجتمع الأغرار الراغبون في الهجرة فُتحت أفواه الرشاشات على صدورهم ورءوسهم فسقطوا على إثر ذلك، وسقط ما يربو على نصف مليون قتيل ما بين رجلٍ وامرأة، وعجوزٍ ورضيع، وبعد هذا كله رُفعت هذه القضية إلى أروقة الأمم المتحدة (الأمم المتحدة على المسلمين) رُفعت أوراق القضية لتتمطى في أدراج ومقاعد هيئة الأمم ولتعيش مخاضاً أليماً أنتج قراراً مشوهاً، وهو: وقف إطلاق النار في الولاية، وعدم انسحاب الهندوس من أرض المسلمين.

وفي عام: (١٩٤٩م) تم ذلك وليس ببعيد أن يكون هذا القرار وميلاده لَمَّا خيف على الهندوس من حملات المسلمين وجهادهم المستميت، ولَمَّا خُشي أن تسري روح الجهاد في نفوس الناس هناك، ثم أنتجت تلك القرارات التي نصت على إجراء الاستفتاء في الولاية ليقرر الشعب مصيره، ولكن لم يذعن الهندوس لهذا، أو يظهروا جديةً في تطبيق القرار، أو يفوا بوعود زعيمهم جواهر لال نهرو، بل تجاهلوا ذلك كله، واليوم بدءوا ينكرون القضية من أصلها، متجاهلين ما سلف منهم وعنهم؟ وفي عام: (١٩٦٥م) قرر المسلمون أن يقوموا بالجهاد المقدس ضد الاستعمار الهندوسي، ولما انطلقت شرارة القتال الأولى حمل المسلمون حملاتٍ باسلة أفزعت الهندوس، فلم يجدوا مخرجاً سوى توسيع دائرة المعركة، فلما نشبت المعركة رد الهندوس بهجومٍ شامل استهدف كشمير وباكستان بالدرجة الأولى من أجل خلط أوراق القضية، ومع هذا باء الهندوس بفشلٍ ذريع، وهزائم مخزية، ولما رأى أعداء الإسلام أن الكفة في هذه المعارك لصالح المسلمين تدخَّل الاتحاد السوفيتي سابقاً ليكون حَكَماً في هذه القضية، وكالعادة قُلِبَت الموازين وجُعِل الظالم بريئاًَ، والمظلوم غاشماً معتدياً.

وبعدها التفت الهندوس مرةً أخرى التفاتة الذئب إلى فريسته بعد مطاردةٍ مضنيةٍ منهكة، فقام يجر شحنات هوانه والخزي الذي لحقه، لينتقم في أبدان الجياع والعزل والأبرياء من أبناء كشمير المسلمة، وتلكم صورةٌ من صور انتقام الجبناء.