للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الزواج من الأجنبيات]

نعود إلى المصيبة الثانية التي جرها غلاء المهور ألا وهي الزواج من الخارج، والزواج من الأجنبيات والزواج من النصارى.

والسبب الأول في هذه المشكلة الجزئية المتفرعة عما قبلها، ألا وهي سوء اختيار الزوجة، وسوء اختيار المنبت، ولذلك ينبغي أن نقدم بمقدمة ولو قليلة، نبين فيها أن الله جل وعلا أنزل شريعة الإسلام وجاءت شاملة لكل النظم الضرورية للحياة السعيدة، ومن أبرز هذه النظم، نظامها الاجتماعي الذي يبدأ بتكوين الأسرة واختيار النواة الصالحة والبذرة الطيبة، التي إذا كانت في أصل جذر أسرة مسلمة هي النواة فلا بد أن تُنتقى بعناية فائقة وحرص شديد، كي تنمو على أساس من الاستقامة والصلاح؛ ولكي تنتشر فروعها وأغصانها مورقة مثمرة زاكية كأصلها ومنبتها، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكداً، إذاً: فاختيار الزوجة في بداية الطريق إلى تكوين الأسرة من أهم المراحل، بل هي أخطر مرحلة، إذ إن استمرار الحياة الزوجية على مستوىً من السعادة أو الشقاوة وتحديد واحد من ذينك الاتجاهين، لا شك أنه مرهون باختيار الزوجة الصالحة، ومعرفة بيئتها التي نشأت فيها، ومنبتها الذي ترعرعت فيه، وتلقت الآداب والعلوم، واكتسبت من مخالطة أهلها الأخلاق والطباع، وكلٌ ينال من ذلك، بحسب ما تربى عليه ونشأ فيه:

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه