للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما يبذله الساحر ليمكن من السحر]

واعلموا أيها الأحبة! أن السحر لا يمكن أن يتسخر لساحر ولا يمكن أن يستطيع ساحر أن يعمل السحر ليصرف أو يحبب أو يبعض أو يقرب أو يفرق أو يؤذي أو يجعل في البدن بلاء، أو يجعل الإنسان ضعيفاً إما عاجزاً عن جماع أهله أو عاجزاً حتى عن أن يتحرك، أو عاجزاً عن التفكير أو يجعله في غيبوبة فكرية، أو في نسيان وشرود ذهني عجيب، لا يمكن أن يستطيع الساحر أن يصل إلى هذه الدرجة إلا بعد أن يجتاز المخالفات العظيمة الكبيرة التي بها يترقى لدرجة السحر بعد الوقوع في الكفر.

ولا أريد أن أفيض في بعض الأسباب التي يتأهل بها الساحر للوقوع في هذه الدرجات، أو للسيطرة على مثل هذه الحالات، لكن لتعلموا أن السحرة لا يبلغون هذا إلا بكفر عظيم، وأن الشياطين تطلب من الساحر أن يسجد للأصنام أولاً، وتطلب منه أن يتبول على المصحف، وتطلب منه أن يجعل المصحف في دورة المياه ثم يتبرز عليه، وتطلب منه أشياء عظيمة خطيرة جداً، فلا تتصور أن هذا الساحر استطاع أن يصل إلى هذه الدرجة، وأن الجن والشياطين قد وقفوا معه هذا الموقف حباً أو كرامة أو انقياداً أو هيبة أو خوفاً من سطوته، أو لما عنده وعند آبائه وأجداده؟

الجواب

لا.

إنما هي عملية مقايضة: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} [البقرة:١٠٢] أي: عندما تتعلم هذا السحر وتعرفه تكفر؛ ولأجل ذلك فلا نصدق أن هؤلاء الذين يدعون -وهم من السحرة- أنهم يتعاملون مع الصالحين وأنهم يتعاملون مع هؤلاء وهؤلاء.