للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة للمشاركة في الجهاد الكشميري]

أيها المسلمون: لسنا بهذا ندعو كل أقلية مسلمة أن تزج بنفسها في أتون الصراعات ولهيب المواجهات، تحت حماس العاطفة، وجبال الأمل التي ربما ذابت على طول الأمد، وحرارة المعارك.

ولكنا نقول: هل انتظمت فينا واطردت آلية المساندة للجهاد، وآلية الإعداد للمعركة قبل نشوبها؟! هل بدأنا بتجهيز الغزاة؟! هل أعددنا قوائم الكفالات والرعاية للأرامل والأيتام الذين يتزايدون حتى الآن نتيجة حرب العصابات؛ فإذا تضاعفت الأرقام بعد المعركة لا نجد حرجاً في استيعاب المزيد؟! هل رُتِّبت وأُعِدت خطوط الإمداد والمساندة بتكوين مخازن الذخيرة، ومواقع التدريب، ومراكز العمليات هناك؟! هل فتحت المكاتب الإعلامية للقضية الكشميرية في كل عاصمةٍ ومدينةٍ من مدن العالم الإسلامي؛ ليكون المهتمون بالقضية على علمٍ وصلة بآخر تطوراتها وأنبائها؟ ألا تحنكنا التجارب؟! أليس لنا في الجهاد الأفغاني والبوسنوي دروسٌ وعظات؟! هذا جهاد، وهذه عقبات منها: التعتيم الإعلامي، وحاجات منها: الحاجة الشديدة إلى السلاح والدعم المتواصل.

وإنا نخشى أن تقطف الثمار.

فإلى كل مسلمٍ ومسلمة: نرجو منكم الدعاء! وإلى كل إعلاميٍ وصحفي من تليفزيوني وإذاعي: ماذا قدمتم لـ كشمير؟! هل من ندوة؟! هل من تقرير؟! هل من تغطيةٍ دوريةٍ لهذه القضية؟! إلى كل معلمٍ ومعلمة: هل شرحتم للطلاب والطالبات قضية كشمير؟! إلى كل نادٍ أدبي: أين شعركم ونثركم، وقصتكم ورواياتكم ومقالاتكم عن كشمير؟! إلى كل نادٍ رياضي: هل خصصتم شيئاً لـ كشمير؟! إلى كل جريدةٍ أو مجلة: أين زاوية كشمير الدائمة في مجلتكم؟! إلى كل خطيبٍ وإمام: هل أسمعتم المصلين وراءكم شيئاً عن كشمير؟! إلى رب كل أسرة: هل جعلت صندوقاً صغيراً لتجعل القضية في نفس أبنائك؟! إلى المسئولين عن اللجان الثقافية في الجامعات والكليات والمعاهد؛ إلى المسئولين عن مكاتب الدعوة: هل أعددتم ندواتٍ ومحاضراتٍ عن كشمير؟! هل استضفتم أحداً من أبناء كشمير ليشرح القضية وآخر ما وصلت إليه إلى المولعين بالسياحة والسفر؟! هل زرتم كشمير الحرة الآمنة؛ لتطلعوا عن قرب حال إخوانكم في كشمير المحتلة، فتكون أموالكم دعماً ولو غير مباشر؟! أيها المسلمون: وما لكم لا تبذلون؟! {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) [النساء:٧٥]؟! ما لكم لا تنفقون؟! ما لكم لا تجهزون الغزاة؟! ما لكم لا تمدون بالسلاح والعتاد؟! أيها المسلمون: إن تحرير كشمير من أيدي الهندوس، وطرد عُبَّاد البقر من أراضيهم ليس أمراً مستحيلاً أو معجزاًَ! أيتحرر الصرب من اتحاد يوغسلافيا ويبسطو نفوذهم، ويُحْكَم على المسلمين في كل مكان بأن يبقوا أذناباً وأذلاء تحت الوثنيين؟! لقد خرجت روسيا وانسحبت من أفغانستان! ولقد انسحب الأمريكان من فيتنام، ولم يكن للفيتناميين من عقيدةٍ حقة سوى إيمانهم بعدالة قضيتهم! فما بالكم بـ كشمير وقد اجتمع فيها شرعية الجهاد، وعدالة القضية؟! وتصرخ كشمير، وتئن كشمير، وتبكي كشمير؛ إذ يطول فيها ليل الذل! وبعد هذا كله، هل نجد لها موقعاً من اهتمامنا، ومكانا ًمن عطفنا ونجدتنا؟! هل تجد المساجد والمآذن والمنابر من يثأر؟! هل تجد العفيفات من ينتصر؟! هل يجد الأبرياء من يهب؟! هل لليتامى والأرامل والأيامى من يمسح الدموع، ويضمد الجراح، ويوقف النزيف؟! أمسى يكون حالنا كما قال القائل:

فلا الأذان أذانٌ في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذانُ

أيها المسلمون:

أتُسْبَى المسلمات بكل أرضٍ وعيش المسلمين إذاً يطيبُ؟!

أيها المسلمون: إن كان للمسلمين في كشمير أمل فلن يكون لهم أملٌ في نصرٍ أو تمكين إلا بالله وحده ومددٍ من عنده أولاً، ثم في إخوانهم المسلمين.

لن يكون للمسلمين في كشمير أملٌ في الشعوب الوثنية، أو البوذية، أو النصارى واليهود، وإنما أملهم في المسلمين، وأنتم يا أهل هذه البلاد أَمْثَلُ المسلمين طريقة، وأهداهم سبيلاً.

لئن كان للمسلمين في كشمير أملٌ في عقيدةٍ تخلِّصهم من هذا الظلم والعدوان، فلن يكون أملهم في صلبان الكنائس، أو الهيكل المزعوم، أو الغائب المنتظر، وإنما أملهم في عقيدة التوحيد النقية.

وأنتم يا أهل هذه البلاد! مهبط نزولها، ومقر تجديدها، ومختبر نقائها وصفائها.

لئن كان للمسلمين في كشمير أملٌ في قوةٍ مالية، فلن تكون آمالهم في جياع الصومال أو مشردي البوسنة، أو اللاجئين في طاجاكستان، وإنما أملهم بعد الله فيكم يا من تملكون الفضل من الأموال.

ولئن كان للمسلمين في كشمير أملٌ في قائدٍ مسلم أو زعامة موحدة فلن تكون إلا في حاكمٍ مسلمٍ، وزعيمٍ موحد يخدم الحرمين ويحدب عليهما، لن يكون أملهم إلا في زعيمٍ مسلم، وعلماء مسلمين، ودعاةٍ مسلمين، لن يكون أملهم بعد الله إلا في قائدٍ مسلم يخدم الحرمين ويحدب عليهما، ولن يكون إلا فيمن جعل العقيدة الإسلامية شعاره ودثاره.

ومن هذا المنبر أرسلها برقيةً عاجلةً دامية إلى ولي أمرنا وولاة أمرنا، وإنا على ثقةٍ بالله أن صدورهم لن تضيق بـ كشمير فلن يضيق صدركم يا ولاة الأمر! في هذه البلاد بقضية كشمير وقد اتسعت قبلها لقضية أفغانستان.

وما الصلح الذي حصل للمجاهدين في مكة المكرمة إلا ثمرةٌ من ثمرات سعيكم المباركة، لقد اتسعت صدور ولاة الأمر هنا للمسلين وقضية أفغانستان على مدى ثلاثة عشر عاماً، واتسعت صدورهم لجراح البوسنة والهرسك، واتسعت صدورهم لجياع الصومال وما حل بهم وما ينتظرهم.

فأملنا يا ولاة الأمر! في هذه البلاد أن تجعلوا لهذه القضية من صدوركم نصيباً ومكاناً، وأملنا أن يكون لخادم الحرمين وللعلماء والدعاة ولكم أيضاً أجر كل يتيمٍ كفله كافل، وأجر كل أرملةٍ عالها عائل، وأجر كل مَدْرَسة تُلِي فيها كتاب الله، وعُلِّم فيها توحيد الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن قضية كشمير قضيةٌ كبيرة تحتاج إلى رجلٍ كبير، وقلبٍ كبير، وهَمٍّ كبير، ولن يُعْدَم ذلك فيكم.

أيها المسلمون: دعوةٌ صادقة؛ قاطعوا المنتجات الهندية، قاطعوا منتجات الهندوس، وقاطعوا العمالة الهندوسية، واللهِ لو سُرِّحت العمالة بعد إعطائها أجرها حتى لا نظلمها في ذلك، فأصبحت غداً على أرصفة كلكتا وبومباي، لو سُرِّحت هذه العمالة وطُرِد الهندوس، وقاطعنا الإنتاج الهندوسي -والله- لأخضعناهم رغم أنوفهم أن يلتفتوا للمسلمين، وأن يوقفوا مسلسل الذبح والقتل.

أيها الأحبة: رسالةٌ إلى أثرياء المسلمين: شعب كشمير يناديكم، يستعد ببذل دمه وروحه، وأبنائه وفلذات أكباده، ولا يريد منكم سوى المادة! ما ظنكم يا إخواني! لو أن أثرياءنا وتجارنا اجتمعوا اجتماعاً واحداًَ فبذلوا عن قوس واحدة، ورموا عن قوسٍ واحدة هذه القضية بجميع جوانبها، ألا ترون أن ذلك يحقق خيراً؟! إن أموال الأثرياء قد تكون بإذن الله وأموالكم أيضاً من عوامل الحسم وتقرير المصير المنشود لإخواننا بعد رحمة الله.

ختاماً: إن (٦٥٠.

٠٠٠) جندي، وحَضْرَ التجوُّل اليومي، وحَضْرَ التجول الطارئ لمددٍ قد تصل لأسابيع، وإن الاغتصاب، والقتل، والتجويع، وقطع المصالح، وإذاقة الشعب الهوان، كل هذا لن يقف في وجه الإرادة الصادقة، والحتمية المقبلة بإذن الله، وهي: أن كشمير ستطرد الهندوس في يومٍ {مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً} [الإسراء:٥١].

إن هذه الأحداث ربما كان فيها الخير للمسلمين: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة:٢١٦] {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:١٩].

إن المصادمات الأولى بين المسلمين والهندوس قبل انفصال باكستان كانت سبباً في استقلال باكستان، ولعل المصادمات الحامية الآن بين الكشميريين والهندوس سبب لتفكك الهند بأسرها، كما تفكك الاتحاد السوفيتي! وقد يقول أحدكم، أو يقول من يسمع هذا الكلام: إني لا أقدر أن أقدم شيئاً! أقول لك: أخي الحبيب! لا تنس كشمير وأهلها وأبطالها وشبابها المجاهدين بالدعاء؛ في سجودك، وفي السحر، والوتر، وإنك تملك بعد هذا شيئاً كثيراً؛ تستطيع أن تجمع التبرعات، وتستطيع أن تنشر هذه القضية بنشر كل كتابٍ أو مطويةٍ أو منشورٍ أو خطبةٍ عن هذه القضية، فإن نشر ذلك مما يخدم هذه القضية المنسية.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين.

اللهم دمر أعداء الدين.

اللهم انصر المسلمين في كشمير، اللهم انصر المسلمين في كشمير، اللهم انصر المسلمين في كشمير.

اللهم اربط على قلوبهم.

اللهم آمن روعاتهم، واكفل ذرياتهم، واستر عوراتهم.

اللهم أهلك الهندوس الوثنيين.

اللهم أحصهم عدداً، واجعلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

اللهم فكك اجتماعهم.

اللهم فرق شملهم.

اللهم اجعل سلاحهم في نحورهم.

اللهم اجعل الدائرة عليهم.

اللهم