للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على من يقول: المحاضرات ليس مكانها النادي]

السؤال

فضيلة الشيخ: أعيانا الرد على بعض الإخوة الذين يجادلون بأن المحاضرات الإسلامية ليس هذا مكانها فما تقولون لهم؟

الجواب

فهل مكان المحاضرات المساجد فقط؟ لا.

نحن لا يوجد عندنا فصل الدين عن الدولة، الدين في المسجد فقط وما سوى ذلك فلا علاقة له بالدين أبداً! الدولة من أكبر جهاز فيها إلى أصغر جهاز فيها هي محل بالدين، وما هي إلا مطبقة للدين وحاكمة للدين ومأمورة بأمر الدين، لا يمكن أن نتصور هذا الأمر، والذي يقول: هذه الأندية ليست للمحاضرات، نقول: فماذا تكون؟ تكون لتربية الأجسام فقط؟ تربية عجول؟ لا، هذه الأندية لتربية العقول وتربية الأبدان على مستوى متوازن متمازج وإلا ما قيمة بدن قوي نشيط لكن ما عنده عقل.

أذكر في يوم من الأيام في الشارع الثلاثين في العلية بعد مباراة من المباريات كان هناك مجموعة شباب واقفون في سيارة (جيمس) يلبسون فنايل (نصف كُم) وقد سدوا الطريق بالسيارة في ممر بجوار شارع الثلاثين فلا تمر منه سيارة، هل هذه الأندية تقر هذه الأعمال؟ لا، هو الآن يشجع نادياً أو يشجع نخبة من مجموعة أندية، فهل تأثر بهذه الأندية إلى هذا الحد؟! ليست الأندية التي فرضت عليه هذا الفعل، سلوكه وخطؤه ينسب إليه ولا ينسب إلى الأندية، لكن ما دام أحب الأندية، فلا بد أن يسمع كلمة في النادي حتى يصلح من الخطأ في سلوكه.

ثم يا إخوان لا بد للدعاة أن يدخلوا كل مكان، شاب لا يدخل المسجد لكنه يدخل النادي؛ أليست فرصة أن تقابله فيه وتوصل إليه كلمة الحق؟ بلى والله، بل إن من الدعاة من دخل أماكن لهو لم يجلس فيها لاهياً وإنما اقتنص صيده واحداً تلو الآخر لكي يهديهم إلى الله جل وعلا، وحصل أن اهتدت طوائف بهذه الطريقة.

الداعية الذي يهمه أن يهتدي الناس، والذي يشفق على الآخرين من عذاب الله، الداعية المحب لإخوانه لا بد أن يدخل إليهم في كل محل، ما هي العداوة بيني وبين أبناء النادي حتى لا أدخل إليهم؟ وما هي العداوة بينهم وبيني حتى لا يسمعوا مني في النادي؟ هم إخواني وأنا أخوهم، يصلون معي الجمعة وآتي إليهم في ناديهم، ويزورونني وأزورهم، ويأتون إلي في المكان وآتي إليهم في المكان، لماذا نحاول أن نجعل المجتمع طبقات، طبقة أندية لا يمكن أن تهتدي، وطبقة مطاوعة شغلها في المساجد، وطبقة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر (صلوا صلوا).

لا.

المجتمع كله بوظيفة ومهمة واحدة في حفظ الأمة، حفظ شباب الأمة، حفظ كيان الأمة، هذا ليس مسئولاً عنه النادي وحده، كل دائرة من دوائر الدولة بجميع وزاراتها ومؤسساتها وأجهزتها مسئولة عن حفظ كيان الأمة وأمن الأمة وشباب الأمة جميعاً.