للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم رؤية المسلسلات]

السؤال

هل المسلسلات حرام؟

الجواب

ما هذه المسلسلات؟ مسلسل حب وغرام، وتعرفت عليه في التليفون، وقابلته في العمل، وتواعدت معه في الشاطئ، وصارت لا ترقد الليل، وصار لا يرقد الليل ولا عاد له يرغب في الأكل، وكلام فارغ، ذبحنا من هذه الأفلام والمسلسلات والكلام الفارع، والله ما أضيع نصف ساعة على مسلسل لا يستحق، ما هذا الكلام؟ إذا كان هناك إنتاج إسلامي على مستوى فأهلاً وسهلاً، إذا كان هناك إنتاج على مستوى عمر المختار هذا إنتاج إعلامي فعلاً فيه مكسب وإن كان فيه شيء من الملاحظات، لكنه إنتاج يستحق أن تجلس له ويأخذ من وقتك، لكن أن أجلس لمسلسل فيه ذهب وذهبت، ومات وماتت، وأحبها ثم اكتشفت أنه تزوج عليها وأصابتها سكتة قلبية، هذا كلام فيه احتقار للنفس.

والله يا جماعة إن الوقت أثمن من هذا، يا أخي! ضع في رأسك سماعة واسمع لك محاضرة، اسمع لك آيات من كتاب الله، خذ كتاباً، اقرأ نوراً ومعارف، والله لو تأتي بهذه الآلة التي تنسج ثم تجلس لتنسج لولدك الصغير جورباً لكان أشرف من أن تضيع وقتك في فيلم ساقط، ما الفائدة من هذا يا إخوان؟ الأمة بحاجة إلى ما ينفعها، أما أفلام ليست نافعة، ولابد أن نبث أربعاً وعشرين ساعة فلا، دعنا نتوسط، أنتم تعلمون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الرابحة من كل هذا البث، تنتج سنوياً ثلاثمائة ألف ساعة برامجية (إنتاجها الإعلامي) سبعين ألف ساعة لمصالح الولايات المتحدة الخاصة، ومائتين وسبعين ألف ساعة لمصالح اليهود سواء كانت مصالح مباشرة أو تتضمن مصالح اليهود، يعني: هذا السيل من الأفلام والمسلسلات والغزو، لا تظنوه حباً في ترفيهنا.

الذي ينام مبكراً يجد لذة النوم في الليل ويجد لذة الاستيقاظ في الفجر، ويشم أفضل هواء طلق في الصباح الباكر، لكن شأن هذه المسلسلات سهر إلى آخر الليل، وترك لصلاة الفجر، ويقوم متأخراً، هذه حياة كثير من الناس مع الأفلام والمسلسلات، وأنا أعرف شاباً ما تقدر تقول أنه ملتزم وهو بنفسه يحكم، ويقول: هذه أفلام ساقطة.

فإما أن ترى شيئاً يستحق لأنه يفيدك وينفعك وإلا فنم، وبالمناسبة أنا أدعو الشباب أن يتابعوا أفلام الجهاد الأفغاني، هذا الفيلم يصنع في قلبك حياة، فترى فيه وجهاً مشوهاً؟ والذي شوهه هم هؤلاء المجرمين الروس لأنهم قالوا لا إله إلا الله، طفلة جميلة صغيرة مقطوعة اليد، رجل منقطعة رجله، لغم، صاروخ، قنبلة، تعيش مآسي الأمة، تعيش حياة الجهاد، عندما تشرب ماء بارداً تتذكر هل هم يشربون مثلي أم لا، تأكل لقمة فتقول: هل هم يأكلونها كما آكل، تركب سيارة مريحة فتفكر كيف يركبون، وماذا وبأي طريقة ينتقلون، تعيش قضايا الأمة، تصبح همتك أعلى، وليس همك الدنيا، فبالمناسبة أقول: البديل الآن موجود، الأفلام كثيرة عن الجهاد في أفغانستان، وأفلام محاضرات وغيرها، وأيضاً لا أقول: أغلق التلفاز بالكلية أو على طريقة البعض يأتي بالفأس ويكسره، توجد برامج مفيدة في التلفاز بإمكانك أن تستفيد منها، المهم أن الشيء الذي تعرف أنه ساقط وغير نافع عليك تجنبه وتركه، الأفلام المصرية مع تقديري واحترامي لـ مصر هل هي تعالج مشاكلنا الخاصة؟ هل هي تبحث في مجتمعنا يا إخوان؟! هم مجتمع قائم مستقل له عاداته وتقاليده وطبيعته وأموره الخاصة، ونحن مجتمع مستقل مرتبط بحكومة وتشريع معين، إذاً لماذا أضيع وقتي هنا؟ استفد وتوجه لما ينفعك يا أخي الكريم.