للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيف أتخلص من معاكسة الفتيات]

السؤال

أنا شاب ممن ابتلي بمعاكسة الفتيات عبر الهاتف، أرجو إرشادي كيف أتخلص من هذا البلاء وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

أولاً: تأكد أن أهلها ما عندهم كشف الرقم بعد ذلك يكسرون رأسك بالفئوس.

يا أخي الحبيب! قبل كشف الأرقام، وإن كانت ظاهرة المعاكسات خفت بدرجة كبيرة، بعد وجود جهاز كشف الرقم المتصل الذين يعاكسون ويؤذون بعضهم، لا شك أننا وجدنا فرقاً ملحوظاً في قلة المعاكسات، ولكن قبل كشف الأرقام أين خوفك من الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء؟! يعني: أنت تخاف من الخط ومن السلك؛ لأنه يكشف الرقم، لكن الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ألا تخشاه؟ ألا تخافه؟ هذه مسألة.

المسألة الأخرى: ماذا تريد بهذه الفتاة التي تتصل بها؟ تريد أن تتزوج؛ اطرق الباب، السلام عليكم أنا فلان بن فلان، أدرس في ثانوية البيروني، أدرس في كلية كذا، أعمل في كذا، وأريد أن أخطب ابنتكم فلانة بنت فلان، وهذه شهادة من إمام المسجد أنني من المحافظين على الصلاة مع الجماعة، وأنا شابٌ مقتدرٌ وأستطيع بإذن الله عز وجل أما أن تأتي البيوت من المجاري، وتأتي البيوت من الخلل والتجسس وتتبع العورات، هذا لا يجوز أبداً، ثم تخيل أن أختك اتصل رجل أو شاب وقال: لو سمحت أعطني أختك فلانة، تقول له: عجيب عيني عينك فلانة! فيرد عليك: أي نعم أعطني أختك فلانة، ألست تغازل بنات الناس، دعنا نغازل مثلك، فكيف ترضاه على الناس وتأباه على نفسك؟! كما أنك تغار على محارمك، الناس يغارون على حرماتهم ومحارمهم، كما أن للناس أصلاً ولهم عرض، فلغيرك أصولٌ وأعراض، فينبغي أن تنتبه لذلك، ثم اعلم أن هذا طريقٌ نهايته الزنا {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:٣٢].

نعم.

الزنا خطير، وشره مستطير والعياذ بالله، وما أكثر الذين تهاونوا به لذة دقائق معدودة، هذه المعاكسة، تجد الشاب قد وقع في المعاكسات، افرض أنك وقعت في بيت أناس عندهم كشف رقم، وقعدت تعاكس أو التي تعاكسها تعرفك وأنت تعرفها، ثم ماذا؟ والله أني أعرف شاباً أسأل الله عز وجل أن يتجاوز عنا وعنه ويغفر لنا وله، اتصلت بي فتاة قالت: هذا الرجل منذُ ست سنوات وهو يعاكسني، ويغازل ويعدني ويمنيني بالزواج، وما زلت معه، فقلت: أسأل الله ألا تكوني قد خرجت معه، قالت: لا.

مع أنه ما ترك شيئاً من الوعود والإغراء والتهديد من أجل أن أخرج معه إلا أنني لم أخرج، قلت: والآن أنتِ اتصلت لماذا؟ قالت: تزوج وغدرني، غدّار، قلت: وهل تنتظرين الوفاء من رجلٍ يخون الأمانة ويخون دينه، ويخون أعراض المسلمين؟!! يعني: هل كنتِ تظنين أن هذا صادق؟! هل هذا الشاب الذي يزعم أنه سيتزوجك سيكون صادقاً؟! أو على القصة والطرفة التي تقال: هناك شخص كان يعاكس واحدة وصوتها جميل إلى آخره، وبعد ذلك أخيراً أقنعها أن تطلع وركبت معه، اكشفي وجهك، يا بنت الناس، فعندما رأى وجهها، وإذا هي ليست على المستوى الذي ظنها، نتع بالسيارة، قال: السيارة طفأت، أخاف يأتي أحد، حاولي ادفعي لو سمحتي، فذهب وتركها، فما يمكن أن تجد للمعاكسين وفاء ولا عهداً ولا ذمة، ولا يمكن أن يوجد هذا منهم بأي حالٍ من الأحوال.

فالشاب الذي يعاكس، أقول له:

إن الزنا دينٌ فإن استقرضته كان الوفاء من أهل بيتكَ فاعلمِ

من قد زنى يوماً بألفي درهمٍ في بيته يزنى بغير الدرهمِ

الزنا خطير، ولا ينبغي لأحدٍ أن يقع فيه أو في مقدماته من معاكسات، أو تسكع في الأسواق، أو مغازلات أو رمي الأرقام وقلة حياء، تجد بعض الشباب يخرج لوحة من السيارة، إذا مرت السيارة بين بنات أخرج لوحة أنا قلت: يمكن أن يكون سباكاً أو نجاراً لا بل كاتب رقم أربعة خمسة ستة إلخ.

من أجل أن تلقط البنت الرقم وتكلمه، هذه عيشة؟! هذه حياة؟! من أين تعلمنا هذا؟ من مزبلة الأفلام والقنوات، من أين عرفنا هذا؟ من مزبلة الثقافات التي صدرت عبر هذا الغزو الفضائي، والمجتمع يراد به الشر، ولا يمكن أن يفسد المجتمع إلا بهذه الطريقة، إن أعداء الإسلام لا يمكن أن يأتوكم -يا شباب- ويقولون: باسم الله اهدموا المسجد الأول، اهدموا المسجد الثاني، اهدموا المسجد الثالث، اهدموا المسجد الرابع، ابنوا الكنيسة، ابنوا المعبد اليهودي، نبني الكاثلوكية والبروتستانتية، لا، لا يفعلون هذا، ولو أن أحداً هدم بلكة من المسجد، كلكم قمتم ضده، لكن يرسل أفلاماً أغاني مسلسلات يعلمك كيف تعاكس وتغازل؟ كيف تخرج البنت؟ كيف تكذب؟ كيف تواري؟ كيف كيف إلى آخره، بهذا يصلون إلى إفساد المجتمع وأهله.