للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فهد بن سعيد ترك الغناء أم لا؟]

السؤال

سمعتُ محاضرةً بعنوان أيها الشاب حاول وأنت الحكم، وذكرت أن فهد بن سعيد رجع وترك الغناء، وسمعنا أنه رجع إلى الغناء مرةً أخرى؟

الجواب

يا أخي الحبيب! أخونا فهد أسأل الله لنا وله الثبات كسائر الشباب، أو كسائر الناس: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت:٤٦] هذه واحدة.

الشيء الثاني: ليس بصحيحٍ أنه رجع إلى الأغاني.

الشيء الثالث: أن جلساء السوء عرضوا عليه الأموال من أجل أن يحيي سهرات ورفض، والرجل حالته المادية ميسورة، يعني: يحتاج إلى المساعدة، فجاء جلساء السوء، يقولون: تعال، هذه خمسة آلاف ريال، تعال في الليلة الفلانية اسهر معنا، انظر الذين يريدون أن يردوه من جديد إلى مستنقع الرذيلة والفساد، قد يترك الإنسان الفن، لكن هل إذا تركت الفن صرت عالماً؟ ممثل من الممثلين ترك التمثيل، هل يصبح عالماً؟ هل يكون خطيب جمعة، أو عالماً في الناس؟

الجواب

لا.

كل ما هنالك أنه تاب من الفن، لكن لا يعني أنه يصبح عالماً وإماماً وداعية، فكذلك أخوكم ترك الفن، ولا يزال في صراع مع جلساء السوء، يريدون أن يردوه إلى الفن من جديد لأمرين: الأمر الأول: من أجل أن يرضوا أنفسهم التي عز عليها أن يستقيم هو وهم باقون على انحرافهم.

الثانية: من أجل أن يقولوا: إن الدعوة فاشلة وخاسرة وخائبة، ولم تستطع أن تحقق شيئاً مع هذا الرجل، ونحن نقول: ما عندنا أموال ولا مناصب ولا جاه، نقول: من تاب، من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها.

افرض ابن فلان ترك الفن، ومن غدٍ قعد يضرب عشرة أوتار أو عشرة أعواد، أيحاسبنا الله عنه؟ إن الذي علينا أن ننصح وندعو، إنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد.

لعلنا نكتفي بهذا القدر، وأشكر لكم حرصكم على الاستزادة والسماع، وأسأل الله أن ينفعكم، وأن ينفع بكم، وأن يثبتكم، وأن يهديكم، وأوصيكم بالاستقامة، والتوبة، والرجوع إلى الله، أوصيكم بالجد في الدراسة، أوصيكم ببر الوالدين، ومجالسة الطيبين، والحذر من الأشرار والفاسقين، وعدم ضياع الوقت في الرياضة والملاهي والأغاني والأمور التي لا تنفع، فإننا ما عرفنا أحداً أصبح مرموقاً لأجل أنه من أهل الغناء واللهو والفن والطرب، إنما عرفنا كل خيرٍ وكل نافعٍ للمجتمع بصبره وجده على علمه وعبادته.