للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خيركم خيركم لأهله]

إلى أولئك نقول لهم: تذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيارهم خيارهم لنسائهم).

نذكرهم بهذا الحديث، فلتنصت له الآذان، ألا وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان فمال إلى أحدهما دون الأخرى جاء يوم القيامة وشقه مائل) حديثٌ صحيح رواه الإمام أحمد وغيره، وليس الميل هنا في الأمور الغريزية الفطرية، إذ أن شهوة الرجل تغلب على نفسه، لكن الميل الذي ينهى عنه إنما هو في النفقة، وفي السكنى والعطاء، ومن أشد الظلم ومن أشد الميل جرح كبرياء الزوجة الأولى وكسر مشاعرها أمام ضرتها الصغيرة، هذا أعظم وأخطر من الميل، وأشد إثماً وعقوبة، ما يريد أولئك؟ ما الذي يدفع بعض الأزواج لكي يتلذذوا بإثارة غيرة أمٍ مسكينة قد بدأ الشيب في شعرها؟ ألا يحترم سنها؟! ألا يقدر عشرتها؟! ألا يقدر الحمل والولادة وإنجابها له عدداً من الأولاد والبنات؟! إن الذي يقع في ذلك ويصر عليه لمن اللؤم بمكان، وفي سوء العشرة بدرجةٍ عظيمة.

نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.