للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشعور بالمسئولية]

أقول أيها الأحبة: إن البداية تبدأ من كل واحدٍ منا أن يشعر بأن له قدرة، وله مكانة وله منزلة، ولابد أن ينطلق ويبدأ، وأحب دائماً إذا طرحت موضوعاً أن أقدم مشروعاً، ومشروعنا أيها الأحبة! تحت التجربة، وقد أثبت بفضل الله جل وعلا نتائجه الإيجابية.

هذا المشروع بدأ بحيٍ من الأحياء، كان قبيل انفجار أزمة الخليج، ومع مواكبة الوضع في الأزمة وانتهائها بفضل الله جل وعلا، نسأل الله أن يجعل العواقب حميدة، ألا وهو أن المجالات عديدة وواسعة وخصبة، ولو أن كل واحد منكم، وأنا أخاطب الآن كل واحد منكم عرف أنه ينتمي إلى مسجدٍ -أقرب مسجد له في الحي- أنت تنتمي إلى جماعة بحكم أنك من جماعة هذا المسجد، تعد الشباب الطيبين الذين هم من أهل الحي، وكل الشباب المصلين على مستوى جيد من الخير والصلاح والاستقامة، تجمع هؤلاء الأخيار الأبرار، تقول: تعالوا أيها الإخوة! هذا الحي كم فيه من بيت؟ مثلاً قرابة مائتا بيت، اعتبر فقط أننا في قرية ليس فيها إلا مائتا بيت نريد أن نتعهد هذه البيوت بالدعوة والنصيحة بمختلف الأساليب، وقد طبق هذا البرنامج مجموعة من إخوانكم جزاهم الله خيراً على حي من الأحياء، أنت يا فلان! في الجهة الفلانية، البلكة التي تسكن فيها فيها عشرة بيوت، بيت فلان وفلان وفلان، كم عدد أولاد الحي؟ فلان كذا وفلان كذا وفلان كذا، وأنت في البلكة الفلانية، وأنت في البلكة الفلانية وهلم جراً، أول قرار: نجتمع أسبوعياً نحن شباب الحي، أو شباب المسجد، وهذه الفكرة لابد من نقلها وتوزيعها وانتشارها في مختلف أحياء مدينة الرياض ومن ثم في جميع مدن المملكة، بل في العالم الإسلامي كله.

أي أن يبدأ الإنسان بمن حوله، ثم تحدد أنت وإخوانك يوماً من الأيام تجتمعون فيه أسبوعياً بعد صلاة المغرب، وإذا أحضرت من المكتب العقاري (الكروكي) المختص بالحي: يحد الحي الشارع الفلاني شمالاً، ويحده جنوباً شارع العشرين، وشرقاً السوق الفلاني، هذا الحي أمامك في ورقة، الحي بين يديك في ورقة، هذا الحي فيه بيوت آل فلان وآل فلان، ادرس أحوالهم، طبعاً أنت لا تعرفهم كلهم، لكن أنا في طرف هذا الحي، وأعرف الذين هم بجواري، وأنت في طرف هذا الحي وتعرف الذين هم بجوارك، أنا بجواري أناس لا يصلون الفجر، بجواري أناس أرى منهم تساهلاً، أجد الموسيقى صاخبة مزعجة في بيتهم، أجد هناك تساهلاً وتبرجاً في وضعهم، وأنت ماذا ترى؟ قال: أرى أناساً يدخلون في أوقات متأخرة، وأجد أموراً أعرف شيئاً منها وأشك في بعضها.