للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مفكرون يصفون خطر الأطباق]

يقول أحد المفكرين: لقد خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام: (١٩٥٦م) لكنه عاد إليها عام (١٩٨٩م) إن هذا الاستعمار الفرنسي الجديد لم يرجع إلى الأسواق فقط، بل رجع ليشارك الناسَ في بيوتهم، وأسرة نومهم، ورجع ليقضي على الدين والأخلاق.

كان المستعمر يقيم بين أهل تونس بغيضاً مكروهاً؛ لكنه رجع ليُستقبل بالحب والترحاب، كانوا ينظرون إلى المستعمر يمشي في شوارعهم، فيمقتونه، أما الآن فيتلذذون بمشاهدته وبالجلوس معه، إنه الاستعمار الجديد، استعمار القلوب، وليس استعمار الأرض، إنه يهدد الأجيال الحاضرة والقادمة، والبنين والصغار.

ويقول الدكتور العبدان، أمين المجلس الأعلى للإعلام في هذه البلاد المباركة حماها الله وحرسها: إن البرامج الموجهة للصغار هي أكثر البرامج خطورة؛ لأن الطفل أكثر تعلقاً، وأسرع تأثراً، وأقل تمييزاً لِمَا يُقَدَّم من خلالها؛ لأن تأثيراتها السلبية قد يؤثر على سلامة العقيدة والسلوك.

ويقول الدكتور حمود البدر عضو مجلس الشورى: إن الأبحاث والدراسات أثبتت أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرج من الثانوية العامة يكون قد أمضى أمام التلفاز خمسة عشر ألف ساعة، بينما لم يقضِ في حجرات الدراسة أكثر من عشرة آلاف وثمانمائة ساعة على أقصى تقدير، إذا لم يتغيب درساً أو حصة واحدة.

أيها الأحبة! ولو ذهبنا نسرد وننقل لكم ما قاله الغيورون، وما قاله المفكرون، وماذا قاله أهل الاختصاص عن خطر هذه الأطباق لطال بنا المقام؛ ولكن تبقى كلمة واحدة: من يستجيب، ومن يبلغه النداء إلى قلبه، فيبادر بجوارحه لإخراج هذا الطبق.

أيها الأخ الحبيب! لا تتستر عن جيرانك برفع السور، أو وضع الطبق أقصى السطوح فإن الله يراك، وما يضرك وما عليك إذا رضي الله وسخط جيرانك؟ وما ينفعك لو رضي جيرانك وسخطَ الله؟